تصوير: اليأس حجلة وجه المعارض الريفي محمد البطيوي العائد قبل أيام من منفاه"الإجباري" ببلجيكا، انتقادات لاذعة للنظام المغربي الذي وصفه بالاستبداد والاستئثار بالسلطة والثروة وتكريسها في يد أقلية أوليغارشية، تنتفع بخيرات الوطن على حساب الفئة العريضة من الشعب المغربي الذي يعاني من الفقر والتهميش. وعلاقة بالتحولات التي عرفها المغرب خلال العقد الأخير، اعتبر الدكتور البطيوي أنها لا ترقى إلى مستوى التطلعات والانتقال نحو الديمقراطية والحداثة أمام استمرار الفساد بشتى أنواعه، واعتماد علاقة البيعة بين النظام والرعية كأساس للحكم، وبدله يقترح المعارض الريفي التحول من هوية الرعية إلى هوية المواطن عبر صياغة عقد اجتماعي تحدد فيه واجبات والتزامات طرفي هذا العقد. وفي ذات السياق طلب البطيوي بإعادة النظر في القداسة التي يتمتع بها الملك والتي تسري على كامل المؤسسة الملكية وتشمل محيطها من المقربين الذي قال بأنهم يعملون على دعم الملكية المطلقة وخدمة مصالحهم الشخصية. وعن تجربته من خلال أحداث 1984 الأليمة، والتي تعرض خلالها للاعتقال والتعذيب والمحاكمة، قبل أن يقرر بعد فصله من الدراسة من جامعة محمد الأول بوجدة الهجرة إلى بلجيكا لاستكمال الدراسة، قال البطيوي المزداد ذات شتاء بارد في إقليم الدريوش بالريف الأوسط سنة 1962، أنه تعرض لأبشع أنواع الاهانة والتعذيب شمل أفرادا من أسرته، قبل أن يحال على السجن المحلي بوجدة الذي قضى فيه ثلاث أشهر ليطرد من الجامعة، ويقرر بعد ذلك الهجرة إلى الديار الأوروبية لتبدأ رحلة العلم والتحصيل والتي توجها بشواهد عليا من أبرزها، دكتوراه في العلوم الاقتصادية والتسيير من أعرق جامعة ببروكسيل، ومهندس تجاري من معهد كورمان ببروكسيل ببلجيكا بميزة ممتاز جدا، وديبلوم الدراسات المعمقة من كلية التجارة سولفاي 2004 حول موضوع المياه بالشرق الأوسط، وهو حاليا دكتور علوم الاقتصاد والتسيير، وأب لطفلين: ماسين وأنوال، وله كتاب تحت عنوان"تدبير المياه في الشرق الأوسط" عن إحدى أكبر دور النشر الفرنسية "لارماتان"، وصاحب الدعوى القضائية الشهيرة ضد أحد رموز سنوات الجمر والرصاص بالمغرب"إدريس البصري". وتأتي هذه المحاضرة القيمة ضمن ندوة نظمتها جمعية أمزروي للدراسات التاريخية والموروث الثقافي بالناظور، والتي اختير لها عنوان "أحداث 1984 وتجربة محمد البطيوي في المنفى".