رغم العلاقات الممتازة حد التماهي على المستوى الرسمي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، من ناحية، وبين المغربوإسبانيا، من ناحية أخرى، خلال السنة المنصرمة؛ إلا أن ذلك لم ينعكس بالإيجاب على المواطنين المغاربة العاديينالذين لازالوا يواجهون صعوبات جمة في الولوج إلى الاتحاد الأوروبي، بشكل عام، وإسبانيا، على وجه الخصوم،علما أن أغلب هؤلاء المغاربة يريدون فقط ولوج المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، لكن إسبانيا تفرض عليهم أمنيا نفسالمساطر والقوانين المعمول بها في باقي الاتحاد الأوروبي. أما مكسب امتياز دخول المغاربة المتحدرين من مدينتين تطوان والناظور وضواحيها الثغريين المحتلتين، فأصبحيُقَوَضُ يوما بعد يوم إلى درجة أن هناك من يهدد بإلغائه مع صعود اليمين المتطرف في المدينتين. هذا ما كشف تقريرجديد لمكتب الإحصاء الأوروبي. التقرير يؤكد أن عناصر الأمن التابعة لمختلف الحكومات ال28 الأعضاءفي الاتحاد الأوروبي منعت 471 ألف شخص من الدخول إلى الاتحاد السنة الماضية (2018)، مبرزا أن المواطنينالمغاربة احتلوا المرتبة الأولى ب228.5 ألف ممنوع. وشرح التقرير قائلا: "الأرقام التي نتوفر عليها اتسمت بارتفاععدد المواطنين غير الأوروبيين الذين منعوا من دخول المجال الأوروبي عبر المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، من جهة؛وعبر المغرب، من جهة أخرى. هذا بينما بلغ عدد المغاربة الذين منعوا من دخول الاتحاد الأوروبي 228.5 ألفمغربي، أي احتلوا المرتبة الأولى، متبوعين بالأوكرانيين ب 53.6 ألف شخص، والألبان ب23.4 ألف شخص". وبشكل مفصل، فإن إسبانيا هي أكبر دولة أوروبية منعت المغاربة من الدخول "إليها"، نظرا إلى أنها تحتل مدينتيسبتة ومليلية التي سجلت فيها أكبر عمليات المنع في حدود البرية: معبر باب سبتة (1)، معبر باب سبتة (2)،ومعبري بني أنصار وفرخانة في مليلية. في هذا يبين التقرير: "يجب الأخذ بعين الاعتبار أن أغلب المواطنين غيرالأوروبيين الذين منعوا من دخول إسبانيا هم المغاربة ب223.5 ألف ممنوع، كلهم تعرضوا للمنع في الحدود البريةلسبتة ومليلية أي أنهم يمثلون 97 في المائة من مجموع 230.5 ألف ممنوع من دخول إسبانيا. انطلاقا مما سبق،يتضح أن عدد المغاربة الذين منعوا من دخول دول الاتحاد الأوروبي في المطارات أو الموانئ الأوروبية لا يتعدى5000 مغربي.. على صعيد متصل، يبرز التقرير أن المغاربة تربعوا على عرش الأجانب المقيمين بطريقة غير قانونيةفي الاتحاد الأوروبي في السنوات الخمس الأخيرة ب38700 مغربي سنة 2018، و38060 في 2017،و39470 سنة 2016، و41740 سنة 2015، و32075 سنة 2014، و27255 سنة 2013. كما أن المغاربةاحتلوا المرتبة الأولى من حيث الأجانب الذين تلقوا أمر مغادرة الاتحاد الأوروبي سنة 2018 ب33.5 ألف مغربيسنة 2018، بتراجع صغير مقارنة مع 2017.