يبدو أن مهازل بعض المسؤولين والمنتخبين بمنطقة الريف ترفض التوقف، بالرغم من التحذيرات الرسمية العليا التي تدعوهم إلى ضرورة خدمة الصالح العام عبر خلق مشاريع تنموية واجتماعية تمكن الشباب من حقوقهم الدستورية الضرورية بعيدا عن البروبغندا الانتخابية، ومناسبة هذا الحديث تعكس إحدى الفضائح التي شهدتها جماعة قاسيطة بإقليم الدريوش، حين حضر مسؤولون ضمنهم منتخبون ورئيس الجماعة في نهائي دوري أقامته جمعية في منطقة خلاء على أرضية لا تتوفر فيها أدنى شروط ممارسة رياضة كرة القدم. الدوري الذي أقامته فعاليات جمعوية شبابية طيلة شهر رمضان الفضيل، أثار الرأي العام المحلي بالريف بعد نشر صور لحفل تتويج الفريق الفائز من المعلب الذي احتضن البطولة وحضره رئيس المجلس الجماعي لقاسيطة و منتخبين اخرين إضافة إلى مسؤولين في الإدارة الترابية المحلية. وعبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سخطهم إزاء مثل هذه المهازل التي يفتخر بها مدبرو الشأن المحلي معتقدين أنهم لا يزالوا في الزمن الغابر الذي كان يعتبر فيه المواطن حضور مسؤول أو منتخب في نشاط شبابي إنجازا ايجابيا وأمرا يغري المتابعين. ووفقا لمعلقين على الصور التي انتشرت كالنار في الهشيم على المواقع التواصل الاجتماعي، فإن المسؤولين الذين حضروا المقابلة النهائية كان عليهم أولا أن يصرفوا بعضا من المال العام لإنجاز ملعب تتوفر فيه شروط ممارسة كرة القدم، عوض المجازفة بحياة شباب متعطش لمتنفس يفجر فيه طاقاته ومواهبه. واعتبروا، أن حضور رئيس جماعة أو مسؤول في الإدارة الترابية لنهائي دوري أقامته جمعية في الخلاء و التقاط صور للذكرى دون ظهور أي مبادرة من طرفهم لتحسين الأوضاع التي يمارسون فيها كرة القدم، فهذا يعكس قمة الاستهتار بالصالح العام في جماعة قاسيطة التي تعيش تحت وطأة التهميش لعقود من الزمان. وقد أصبح إنجاز ملاعب القرب من أسهل المشاريع التي يمكن للجماعات أن تنجزها نظرا لتكلفتها العادية وكذا لكونها تلقى الموافقة السريعة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو وزارة الشباب والرياضة في إطار اتفاقيات الشراكة التي تبرمها الجهتين المذكورتين مع مجالس الجماعات.