شباب وقاصرون في عمر الزهور، قطعوا مئات الكيلومترات من مدن بعيدة إلى الناظور، ليجعلوا من هذه المدينة نقطة ينفذون فيها جزء من مغامراتهم اليومية بهدف الوصول إلى الضفة الأخرى في إطار عمليات الهجرة غير السرية التي تعرفها المناطق المطلة على المتوسط. فئة "الحراكة" أو المخاطرين وهو اللقب الذي يطلقونه على أنفسهم، يقضون حياة مغايرة خلال شهر رمضان المبارك، بعيدا عن أحضان العائلات والأسر، منتظرين صدقات المواطنين عليهم ليسدوا رمق جوعهم أثناء الإفطار ومع اقتراب موعد السحور. إن الواقع المرير الذي يطبع يوميات وليالي فئة "الحراكة" التي بدأت تتوسع شيئا فشيئا، لا يمكن اختصاره في قلة المأكل والمشرب وانعدام الأمن والرعاية الصحية والمبيت فقط، بل يمتد حسب من إلتقتهم "ناظورسيتي" في هذا الربورتاج، إلى التعنيف والانتهاكات الحقوقية خلال حملات التنقيل التي تباشرها السلطات الأمنية في إطار محاصرتها لظاهرة الهجرة الممنوعة. مغامرات يومية، و أسرار كثيرة يكشفها "الحراكة" لأول مرة، تشاهدونها في الربورتاج التالي...