أكد نائب رئيس مجلس المستشارين، السيد عبد القادر سلامة، أمس الخميس ببوغوتا أن انضمام المغرب إلى برلمان الأنديز، حيث تتمتع المملكة بوضع الشريك المتقدم، يندرج في إطار الخيار الاستراتيجي، الذي تم اعتماده، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز التعاون جنوب-جنوب. وقال سلامة، في كلمة له خلال اختتام أشغال الدورة العادية لبرلمان الأنديز الذي يتخذ من بوغوتا مقرا له، إن "هذا الانضمام يندرج في إطار الخيار الاستراتيجي الذي تم تبنيه، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز التعاون جنوب – جنوب من أجل تبادل الخبرات في مختلف المجالات (…) وبلورة تدابير ومبادرات للتعاون من خلال الاستفادة من المؤهلات المشتركة، لاسيما موقع المغرب الجيوستراتيجي كحلقة وصل بين دول الأنديز والعالم العربي وإفريقيا". وأشار في كلمته التي ألقاها باسم الوفد المغربي المشارك في الجلسة، الذي يضم أمين مجلس المستشارين، أحمد لخريف، وزهور الوهابي وسمير عبد المولى، عضوي المجلس، أن هذا الانضمام يعكس قناعات المغرب ورغبته في دعم عملية التكامل الإقليمي التي انخرطت فيها مجموعة دول الأنديز. وتابع سلامة خلال الجلسة الختامية، التي تميزت بحضور سفيرة المغرب بكولومبيا، السيدة فريدة لوداية، أن المملكة لديها إمكانات هائلة كشريك "مهم وموثوق به"، مبرزا الروابط التاريخية والتراث الثقافي والقيم المشتركة التي يتقاسمها الجانبان. وذكّر في هذا السياق بالإصلاحات الكبرى التي أطلقتها المملكة، لا سيما في مجالات العدالة وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن وفود برلمان الأنديز التي زارت المغرب اطلعت على مناخ الاستقرار والأمن الذي يسود بالمملكة ومستوى التنمية الذي تحقق في جميع الميادين وخاصة في الأقاليم الجنوبية. وفي هذا الصدد، أعرب سلامة عن امتنان وشكر البرلمان المغربي للهيئة التشريعية الإقليمية لموقفها الثابت بشأن الوحدة الترابية للمملكة، و"دعمها الكامل" لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل مناسب لتسوية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وشدد على أن البرلمان المغربي عازم على أداء الدور المنوط به في تعزيز العلاقات بين المملكة ودول الأنديز وتوطيد التضامن بين الشعب المغربي وشعوب منطقة الأنديز، مؤكدا رغبة الجانب المغربي في العمل من أجل أجرأة جميع الالتزامات وتحقيق الأهداف الواردة في مذكرة التفاهم، الموقعة في الرباط في 5 يوليوز الماضي بين المؤسستين التشريعيتين. وقال السيد سلامة، "إن حضورنا في الجلسات العامة لبرلمان الأنديز يتيح فرصة جيدة لتتبع الأهداف" المسطرة في هذه المذكرة "التاريخية"، معربا عن ارتياح البرلمان المغربي لوتيرة تحقيق هذه الأهداف. كما أشاد بنجاح هذه الجلسة التي اتسمت بنقاشات غنية وبناءة، والتي شارك فيها الوفد المغربي بشكل فعال على مستوى مختلف اللجان. ومن جانبه، أشاد رئيس برلمان الأنديز، هوغو كيروث فاييخو، بالمشاركة "المتميزة" للوفد المغربي، مضيفا أن البرلمانيين المغاربة أعطوا "قيمة مضافة أكيدة" للنقاشات التي تمت خلال هذه الجلسة (26-28 مارس). وأضاف كيروث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أعضاء الوفد المغربي شاركوا بشكل نشيط في النقاشات وتبادل الأفكار، التي ميزت عمل اللجان بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأوضح أن مشاركة الوفد المغربي مكنت أعضاء برلمان الأنديز من الاطلاع على التجربة المغربية في ما يتعلق بالمواضيع المدرجة في جدول أعمال هذه الجلسة مثل السياحة والتجارة الدولية ومكافحة العنف ضد الأطفال. وجدد كيروث، الذي أشاد بمستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، الرغبة القوية لبرلمان الأنديز في تعزيز وتنويع العلاقات مع المغرب من خلال مشاريع ملموسة في مختلف المجالات. و بالإضافة إلى المشاركة في الجلسة العامة العادية لهذه المؤسسة التشريعية الإقليمية، التي تضم 25 عضوا من كولومبيا والإكوادور و البيرو و الشيلي وبوليفيا، عقد الوفد المغربي اجتماعات مع رئيس مجلس النواب الكولومبي، أليخاندرو شاكون ، وكذا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، خايمي إنريكي دوريان.