في جو رهيب تم زوال اليوم الأربعاء 19 يناير الجاري، بمقبرة دوار" الرجا فالله " التابع للنفوذ الترابي لجماعة بوعرك إقليمالناظور، تشييع جثمان التلميذة " بسمة حاجي" 8 سنوات، التي توفيت ضحية حادثة سير، في حدود الساعة الواحدة من زوال يوم أمس الثلاثاء 18 يناير الجاري، على جنبات الطريق الساحلي، وذلك لحظة توجهها إلى فرعية المدرسة الإبتدائية سعد بن أبي وقاص، التي كانت تتابع فيها دراستها بالقسم الأول إبتدائي، والمتواجدة على بعد أمتار من موقع الحادث، حيث فاجأتها سيارة من نوع " مرسديس سكلاس" التي أكد شهود عيان أن سائقها فقد السيطرة على المقود ليصدم بقوة التلميذة التي كانت تنتظر عبور الطريق، لتلفظ لحظات عقب الحادث أنفاسها الأخيرة متأثرة بجروحها، ليتم وضع جثتها بمستودع الأموات بالمستشفى الحسني بالناظور قبل أن توارى الثرى زوال اليوم وقد حضر مراسيم الجنازة، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالناظور، وبعض رؤساء المصالح بالنيابة ذاتها والأطر التربوية وفعاليات جمعوية وساكنة المنطقة، إضافة إلى والد وأقارب الضحية، حيث أعرب الحضور عن المواساة القلبية إثر المصاب الجلل، معربين في ذات الآن عن ضرورة تدخل الجهات المسؤولة لوضع النزيف الذي بات يهدد التلاميذ الذين ينحدرون من المنطقة، والذين يعبرون الطريق الساحلي بشكل يومي لمتابعة دراستهم في ظروف صعبة تتسم بالخطورة ومن جانب آخر طالب فرع جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان بسلوان وبوعرك، في مراسلة موجهة إلى عامل إقليمالناظور والنائب الإقلمي لوزارة التربية الوطنية، توصل ناظور سيتي بنسخة منها، مذيلة بعريضة تحمل توقيعات آباء وأولياء التلاميذ بالمنطقة المذكورة، بضرورة التدخل لإنقاذ فلذات أكباد الساكنة عبر إحداث مؤسسات تعليمية بالدوار المذكور الذي رغم كثافته السكانية يفتقر إلى أية مؤسسة تعليمية، مما يرغم التلاميذ على قطع مسافة تقدر ب 10 كيلومترات، وإجتياز الطريق الساحلي للإلتحاق بالفرعية المذكورة التي تظم حجرتين فقط للمستوى الأول والثاني إبتدائي، يتابع بهما أزيد من 120 تلميذ دراستهما، في حين يستوجب على التلاميذ الراغبين في متابعة دراستهم الإبتدائية الإنتقال إلى مركز تاويمة، وهو السبب الذي أضحى يسجل إرتفاع مهول في الإنقطاع الدراسي، خاصة وسط الفتيات في ظل غياب النقل المدرسي وتحمل المراسلة المذكورة بين طياتها تذمر ساكنة المنطقة إزاء تجاهل الجهات المسؤولة لمطالبها، المتمثلة في الوضع المزري للدوار الذي يفتقر إلى أبسط الضروريات على مستوى البنيات التحتية والمرافق الحيوية، كما دقت الساكنة ناقوس الخطر، بخصوص بعد المؤسسات التعليمية عن الدوار إضافة إلى الخطر المحدق بالتلاميذ والمتمثل في الطريق الساحلي الذي يخترق المنطقة والذي بات كابوس يرعب جميع آباء وأمهات وآولياء التلاميذ، الذين يعبرون الطريق بشكل يومي في ظل إنعدام أبسط شروط السلامة خاصة على مستوى علامات التشوير الطرقي، إلى جانب تهور مجموعة من السائقين الذين يسلكون الطريق ذاتها وتؤكد المراسلة، أن ساكنة المنطقة مهددة أيضا بالسكة الحديدية التي تخترق الدوار، دون أن تكلف الجهات المسؤولة نفسها عناء توفير شروط السلامة تفاديا لإسقاط القطار لحظة عبوره لضحايا جدد بالمنطقة، إضافة إلى معانات الساكنة إزاء توافد مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق على المنطقة وإتخاذ بعدها عن الأعين الأمنية ملاذا آمنا لتنفيذ عملياتهم الإجرايمة وإعتراض سبيل المارة، وهي الأسباب التي تقف أيضا وراء إنقطاع التلاميذ عن الدراسة في ظل المشاكل المطروحة، وعدم إستجابة الجهات المسؤولة لنداءات ساكنة المنطقة التي لاتزال محرومة من أبسط الضروريات ولايسعنا في الأخير إلا أن نتقدم إلى عائلة الضحية بأحر التعازي والمواساة القلبية راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويلهم ذويها الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون ناظورسيتي واكبت جنازة الضحية " بسمة حاجي " ونقلت هموم الساكنة في التقرير التالي