أصدرت جمعيات حقوقية ونسائية وطنية، بيانا للرأي العام بعد التطورات التي عرفها حادث إطلاق النار قصد توقيف قارب مطاطي كان على متنه مجموعة من المهاجرين والمهاجرات المغاربة غير النظاميين. وجاء في بلاغ توصلت "ناظورسيتي" بنسخة منه، أنه "وبعد مضي مايزيد عن أسبوعين من الصمت المريب عن حالة من النزوح الجماعي لشباب وشابات في اتجاه الشريط الساحلي المتوسطي رغبة في الهجرة إلى إسبانيا، والذي نتج عنه مقتل الشهيدة "حياة بلقاسم" وإصابة ثلاثة أشخاص أحدهم إصابته بليغة" وأضاف البلاغ "كنتيجة للتحول المفاجئ في التعاطي مع ملف الهجرة ذو الطابع الحقوقي، وأمام غياب توضيحات مقنعة من جانب الحكومة والسلطات المغربية وإحجامها الكشف عن حيثيات وملابسات الحادث بشكل رسمي"، أعلنت الجمعيات النسائية والحقوقية الموقعة على البيان تنديدها ب"الجريمة التي ارتكبتها البحرية الملكية في حق مواطنات ومواطنين مغاربة عزل"، ومطالبتها ب"اعتماد مبدأ مقاربة النوع في السياسات العمومية للقضاء على ظاهرة تأنيث الفقر، والتي أودت بحياة تسع عشرة امرأة وفتاة خلال السنتين الأخيرتين". وأكدت الجمعيات، على أن "الهجرة حق إنساني تضمنه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب، مشيرة إلى تشبثها بضرورة فتح تحقيق نزيه وشفاف حول ملابسات الحادث وتنوير الرأي العام بمآلاته، وكذا مطالبتها بحكامة مجالية عادلة وفق رؤية شمولية تضع محاربة الفقر والبطالة والهشاشة ضمن أولوياتها المستعجلة، مع تأكيدها على احتفاظها بالحق في خوض كل الأشكال النضالية والقانونية التي تراها مناسبة لدعم الضحايا وتحقيق العدالة". كما وجهت الجمعيات الموقعة على البيان تعازيها القلبية الصادقة لأسرة الشهيدة "حياة"، ومواساتها الكبيرة لأسر الضحايا، معلنة عن تضامنها اللامشروط معهم في هذا المصاب ومتمنية لهم الشفاء العاجل .