أنذر عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، العمال الذين لا يغادرون مكاتبهم، رغم التوجيهات المتكررة التي تصلهم من الإدارة المركزية. ووجه لفتيت حسب يومية "الصباح" خطابا شديد اللهجة إلى بعض "عمال المكاتب المكيفة"، من أجل تفقد أحوال الناس في الأحياء والقرى والجماعات التي تعرف مشاكل لا تعد ولا تحصى. كما أن صناع القرار بوزارة الداخلية قلقون من تعثر بعض المشاريع التي دشنها الملك محمد السادس، ولم تعرف طريقها إلى الحل، بسبب ما تعتريها من مشاكل، مصدرها بعض الجهات التي لم تدفع نصيبها من المساهمات المالية، دون أن يتحرك ولاة وعمال بعض الأقاليم للوقوف عليها، والبحث عن حلول لتجاوز حالة التعثر. ويأتي عامل القنيطرة حسب ذات المصدر في مقدمة العمال المغضوب عليهم، بسبب مكوثه كثيرا في المكتب، الذي أثثه بلوحات فنية منقوشة على الطريقة الرودانية، إذ عمل على استقدام "حرايفية" من تارودانت من أجل تزيين مكتبه، بمكاتب وطاولات رفيعة، صرفت عليها أموال طائلة. ورغم مكوثه بالقنيطرة لأكثر من 3 سنوات، مازال المسؤول الترابي نفسه، لا يعرف حتى أسماء بعض الأحياء في عاصمة الغرب، ولا يعرف أيضا أن المركب الثقافي الذي دشنه الملك في 2015، مازال متعثرا، ولم يزره، ولم يقم بأي محاولة من أجل تجاوز حالة "البلوكاج" الغارق فيه، تماما كما هو الشأن بالنسبة إلى المخطط الاستراتيجي للمدينة الذي يعرف بطئا كبيرا في إنجازه. كما يشكو منتخبو وسكان إقليمالخميسات، من العامل منصور قرطاح، صهر أحد مريدي الزاوية الناصرية بزاكورة، الذي يحب كثيرا الجلوس في مكتبه، وعدم مغادرته، وهو ما يقلق "كبار" الوزارة، الذين طلبوا منه أكثر من مرة النزول إلى الشارع، لتفقد أحوال الإقليم المنكوبة. ووفق مصادر من داخل الوزارة، فإن عامل سيدي قاسم وعامل تازة، اقتربا من تحطيم الرقم القياسي، بخصوص مكوثهما لمدة أطول داخل مكتبيهما، علما أن الأول قضى أكثر من 5 سنوات على رأس الإقليم، ومازال لم يكتشف بعد بعض الجماعات القروية التابعة لنفوذ إقليمه.