ناظورسيتي من طنجة: أبعير بدر الدين- أيوب الصاخي بحضور إلياس العماري، رئيس مجلس الحسيمة-طنجة-تطوان، وبوصفه أيضا مديرا لمهرجان "ثويزا"، أعطيت صباح يوم أمس الخميس، بقاعة الندوات التابعة لإحدى الفنادق المصنفة بمدينة طنجة، الانطلاقة الرسمية للنسخة 14 من المهرجان، والذي سيمتد إلى غاية يوم الأحد المقبل، تحت شعار "مستقبل الثقافة في الفضاء ألمغاربي"، وبحضور كذلك مجموعة من المثقفين والمفكرين من مختلف الدول المغاربية وكذا من القارة الأمريكية اللاتينية. فبعد إعلان إدارة المهرجان عن إلغائها كافة الأنشطة الغنائية المبرمجة سلفا، تضامنا مع معتقلي حراك الريف، والاقتصار فقط على الندوات الفكرية والثقافية، نظمت يوم أمس الخميس ندوة فكرية، ثقافية، اختير لها عنوان "جرأة المثقف"، ميزها مشاركة ثلة من المفكرين والكتاب والنقاد، بينهم الكاتب المغربي والسياسي، عادل بنحمزة، المفكر والحقوقي، صلاح الوديع، الكاتب واسيني الأعرج، والمناضلة التونسية، ألفة يوسف. وعرفت الندوة التي سهر على تسييرها، المفكر أحمد عصيد، إلقاء كلمات ومداخلات من المشاركين والمساهمين، كل حسب قناعاته وأفكاره وتجاربه الشخصية، ورؤيته للنقط المناقشة، بالإضافة إلى تفاعل الحاضرين من خلال طرحهم لتساؤلات وإشكاليات ومعيقات (أن تصبح مثقفا) في مجتمعاتنا المغاربية خاصة في المغرب، بغرض توسيع المجال من أجل المزيد من التفكير والتحليل للقضايا، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية. وقال صلاح الوديع، حقوقي وشاعر مغربي، في تصريح خص به موقع ناظورسيتي، إن الندوة مناسبة لمناقشة الجرأة عند المثقف في المجتمع حيث أنه وجب عليه التحلي بالجرأة لا في مواجهة (السلطة أو المجتمع)، بهدف إبراز الإشكالات الكبرى التي تنخر المجتمع، من أجل تغيير الدهنية التعامل مع الأشياء، كما اعتبر أنه من الواجب على أي مثقف أن يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه. وفي تصريح ثان، قال أحمد عصيد، الكاتب والشاعر المغربي ، أن موضوع الندوة، تم التطرق فيه إلى خاصية الجرأة والشجاعة والوضوح عند المثقف بصفة عامة، إذ تم الإجماع من كافة المشاركين على أن جل أدوار المثقف، تحتاج إلى جرأة في النقد وكسر الطابوهات سواء على كافة المستويات، إذ أن هموم المجتمع تحتاج إلى "المثقف الشجاع والجريء"من أجل إيجاد التقاعد المجتمعي المفقود، الشيء الذي سيمكن من ضمان العيش الكريم في دولة المواطنة. وقال الكاتب والسياسي، بنحمزة، أن عنوان الندوة أثار العديد من التساؤلات، تفرز عنها وجهات نظر مختلفة، تحولت مع مرور الزمن. وأضاف، ان "المثقف اليوم"، يواجه العديد من التحديات والإشكالات على مستوى التطور التكنولوجي والتدفق المعلوماتي في عصرنا الحالي، بحكم أن تكنولوجيا اليوم تشكل فرصة وتحدي في نفس الوقت وجب كسبه، سواء في إعادة تعريف دور المثقف والثقافة في الآن ذاته، مستدلا بقيمة "الصورة"، في الوقت الحاضر، التي أصبحت ذات معنى كبير بالنسبة للمستعملين والمستهلكين للثقافة، إذ أن الإنسان المثقف كان في وقت سابق يحتكر وضيفة صناعة المعنى، ما يحيلنا على إشكالية تعريف المثقف، وعدد أنواع المثقفين، متحججا بمثقف السلطة الذي يلعب وظيفة تبريرية، مؤكدا على أن الدولة تلعب إحدى أدوار ال"مثقف". وتجدر الإشارة إلى أن النسخة 14 من مهرجان "ثويزا"، والتي ستمتد إلى غاية يوم الاحد المقبل، ستعرف تنظيم عدة ندوات ثقافية وعلمية، بتأطير من باحثين ومثقفين وأكاديميين من مختلف الدول المغاربية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا..)، في حين عرفت هذه السنة، شكلا تضامنيا "قيما" مع معتقلي حراك الريف القابعين في سجون المملكة، من طرف اللجنة الساهرة، يتمثل في إلغاء جميع الحفلات الغنائية.