تحول شارع الثانوية بجماعة بني أنصار، إلى حلبة لسباق دواب سائبة تخلصت من عقالها لتزاحم السيارات ووسائل النقل العمومي، في منظر حول المدينة إلى قرية كبيرة وأفقدها معالمها الحضرية، في وقت سجل فيه زوار وسكان المدينة غيابا تاما للمجلس الجماعي والسلطات ما يجعل الوضع أمرا مقلقا ومثيرا للكثير من التساؤلات. وأصبحت ظاهرة تجول العربات المجرورة بالدواب مشهدا يوميا يؤثث شوارع بوابة أوروبا لجهة الشرق في وقت تطمح فيه المدينة لتصير قاطرة للنمو الاقتصادي، ما أضحى أمرا يؤرق راحة ونفسية الساكنة فضلا عن المواطنين الراغبين في خلق مشاريع استثمارية بالمنطقة، وذلك نظراً للفوضى التي تثيرها هذه الظاهرة امام أعين المجلس الجماعي دون تحريك ساكن ازاء هذا الوضع غير المرغوب فيه. ويحمل متابعون للشأن العام بجماعة بني أنصار مسؤولية ما يقع للمجلس الجماعي الذي لم ينجح في تغيير معالم المدينة وتحسين تهيئتها الحضرية، مؤكدين أن لا مبالاة المسؤولين بالوضع المزري للمنطقة يدفع عددا مهما من الزوار إلى التوجه لمدن بعيدة يجدون فيها راحتهم، عوض العيش وسط قوافل من الدواب المحتلة لمعظم الأرصفة والشوارع الرئيسية. إلى ذلك، ربط مواطنون بين الانتشار المخيف للعربات المجرورة بالدواب داخل مدينة بني انصار، و رغبة بعض المنتخبين في تكريس هذا الوضع عبر انتهاجهم للصمت ازائها، اذ يتجنبون بصمتهم الدخول في صراع مع مالكي هذه الوسائل البدائية حتى لا يفقدون بعضا من الأصوات التي يحصلون عليها خلال كل مناسبة انتخابية. وتطالب هيئات مدنية، ونشطاء في جمعيات المجتمع المدني، بإصدار المجلس الجماعي لقرار يضع من خلاله حداً للفوضى التي تعيش جماعة بني انصار على وقعها منذ سنين، معتبرين أن بقاء الامر على حاله لن يزيد المدينة إلا تقهقرا إلى الوراء في شتى المجالات، لاسيما قطاعات الاستثمار والسياحة والتجارة التي كانت إلى عهد قريب مصدرا يوفر قوت العيش للكثير من السكان.