مع بزوغ أولى تباشير الصباح من نهار كلّ يوم، تتقاطر العشرات من بائعات الهوى، على ساحات عمومية بعينها تقع وسط مدينة الناظور، منها على الأخص ساحة التحرير والساحة العمومية المجاورة للمسجد المعروف ب"الحاج مصطفى"، وكذا ساحة الحديقة المقابلة لسوق المركب التجاري، في دأبٍ مستمر على المرابطة طوال ساعاتٍ على الأرصفة الممتدة، بحثا عن اِصطياد زبائن مفترضين بغرض ممارسة الرذيلة. ووفق إفادات عددٍ من أرباب المحلات التجارية الذين اعتادوا معاينة هذه المشاهد اليومية، فإن المومسات اللّواتي تقع في شبّاكهن فريسة، دأبن على التوّجه إلى بعض الفنادق غير المصنفة، الواقعة بعضها بالجوار من الساحات المشار إليها، أو يتوجهن إلى فنادق أرخص قرب المحطة الطرقية الجديدة، من أجل قضاء الوطر الذي يستلزم طبعا دفع مقابلٍ مادي لِقاء المتعة الجنسية الممنوحة. المتحدثون ل"ناظورسيتي"، أعربوا عن تذمرهم من المظاهر اليومية والمشاهد المتكررة الباعثة على الغزي، لعشرات المومسات وهُنّ يرتدن المكان بصفة دائمة، بحيث أفصحوا عن اِستيائهم من اتخاذ العاهرات الساحات ماخورا للبغاء في الهواء الطلق، حيث تعقد الاِتفاقات مُقدَّماً بين الزبون والمومس، ويجري دفع النقود مسبقا أمام الملأ، وما يصاحب ذلك من ملاطفات وإغراءات ذات إيحاءات جنسية مخلة بالحياء العام، قبل التوجه نحو حيث يمكن إستيفاء الخدمة الحسية، لا سيمَ وأن هذه الأمكنة مأهولة بالسكان كما تتوسطها محلات تجارية. وصرّح في هذا الشأن، صاحب بقالة تقع بإحدى الساحات المعروفة بتوافد بائعات المتعة الجنسية، بكونه لم يعد له ولزملائه التجار، من خيار آخر لصدِّ ووقف نزيف هذه "المهزلة" المُعاشة يوميا، سوى إغلاق محلاتهم التي يسترزقون منها بعد استفحال الدعارة في كامل تجلياتها، رغم أن هذه الفضاءات تعتبر القلب النابض لمركز المدينة وشريانها الحيوي، مردفا أن هذا يحدث أمام مرأى وعلى مسمع السلطات المختصة، ما دفعه للتساؤل حول صمت الجهة المعنية إزاء هذا الوضع المخزي الذي لا يخفى عنها إطلاقا.