من هو هذا المغربي، الذي يقال عنه إنه أكبر بارون ينحدر من شمال إفريقيا، متخصص في تهريب الكوكايين من كارتيلات أمريكا اللاتينية إلى أوربا، والذي رفضت السلطات الإسبانية كشف هويته، وأحيطت عملية اعتقاله بسرية تامة؟ في الحقيقة يتعلق الأمر بمغربي ملقب بين المهربين ب"لاكا"، "ومزود الجنود الإسبان بالحشيش" في السابق، قبل أن ينتقل إلى تهريب الكوكايين. ولد "لاكا" في الجماعة القروية بني شيكر في إقليمالناظور، يوم 11 غشت 1945، ويبلغ من العمر 73 سنة، ولهذا يعتبر "شيخ البارونات"، على الرغم من أنه حاول دوما أن يدبر إمبراطوريته بعيدا عن الأضواء، إذ يعتبر أول مغربي انتقل من تهريب الحشيش من شمال المملكة، إلى اقتحام سوق أمريكا الاتينية، وربط علاقات مع كارتيلات كبيرة هناك تزوده بالكوكايين. تدرج "لاكا" في عالم المخدرات، إذ منذ صغره، وبحكم القرب من مليلية، بدأ يهرب الحشيش من شمال المملكة إلى الثغر المحتل من أجل بيعه للجنود الإسبان. وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه كان يستعمل دراجة نارية صغيرة، ويحمل فيها علب ورنيش محشوة بالحشيش، بعد أن يفرغها، كانت فكرة ذكية في ذلك الوقت، لهذا يلقب من قبل رفاق دربه ب"لاكا" مقابل "ورنيش" بالعربية. والمؤكد، إلى حدود الساعة، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت البارون المغربي في مطار الجزيرة الخضراء قبل أيام قادما إليها من مليلية. ووفقا لتحقيق صحيفة "الإسبانيول"، فإن عملية اعتقال المغربي، جاءت بعد ساعات من حجز طن من الكوكايين، كان يحاول إدخاله إلى إسبانيا من أمريكا اللاتينية، إذ تم حجز كمية 960 كلغ في ميناء الجزيرة الخضراء، محشوة في فاكهة الأناناس، التي كان يستوردها من دولة الإكوادور؛ وفي عملية أمنية موازية ضبط لديه 30 كلغ من الكوكايين محشوة في الأناناس مستورد من دولة كوستاريكا. يقال إن قيمتها تفوق 35 مليار سنتيم. وحجز الأمن أثناء تفكيك هذه المنظمة الإجرامية الدولية، التي وصفت بالخطيرة، 180 مليون سنتيم نقدا، ومجوهرات بقيمة 200 مليون سنتيم، و15 عربة، وأسلحة، ووسائل اتصال، ورصد؛ إلى جانب 57 عقارا في ملكية عائلة البارون، يعتقد أن قيمتها تتجاوز 7 ملايير سنتيم، كما تم تجميد ملياري سنتيم في حساباته، وأسرته. البارون المغربي تلقى ضربة موجعة أخرى بعد اعتقال زوجته، وابنه، محمد، وثلاثة من بناته، وكل أصهاره، أحدهم يشتغل في سلك الأمن الإسباني، كان يعتبر رجل البارون لدى الأمن، ولديه علاقات مع برلمانيين. كما تم، أيضا، اعتقال ثلاثة مقاولين إسبان، كانوا يساعدون البارون نفسه في اللوجستيك. صحيفة "إلموندو" أشارت إلى أن المغربي يعتبر واحدا من أقطاب المخدرات، المخضرمين منذ سبعينيات القرن الماضي، أي أكثر من 40 سنة من التجربة، ولم يسقط في قبضة الأمن، لأن الجميع يعرفه ك"رجل أعمال ناجح"، اختار العيش في المنتجع السياحي "لاكوستا ديل الصول" في مالقة، حيث كان يدير شركة للعقار بمساعدة من أفراد عائلته، غير أن هذه المشاريع لم تكن إلا غطاء لحجب "مشروعه الحقيقي، وهو الكوكايين". وكان المغربي المذكور، وعائلته يعيشون حياة البذخ، والرفاهية، إذ يملك في مليلية قصرا فخما من 4 طوابق، واحد من مصابيحه تبلغ قيمته 24 مليون سنتيم. كما فتح البارون نفسه صيدلية في مدنية مالقة بقيمة 4 ملايير سنتيم، ويتوفر في المغرب على ثروة من "الأموال السائلة، واستثمارات في العقارات"، حسب الإسبانيول. وأكد المحققون الإسبان أن الاحتياطات الأمنية، التي كان يتخذها البارون المغربي، جعلت عملية إسقاطه تتأخر لسنوات، إذ كان يسافر، مثلا، 400 كيلومتر في الطريق السيار رفقة ابنه، أو أحد مساعديه، وبسرعة تقدر بما بين 230 و250 كيلومترا في الساعة، قبل أن تقترب منهما سيارة أخرى تسير بالسرعة نفسها، وفي خط مواز، حيث يتحادثون لمدة 37 ثانية، وينتهي الحديث. وكان المحققون، الذين يتعقبونه داوما يعودون خائبين، لأن الرجل لا يتحدث عن إمبراطورية الكوكايين عبر الهاتف، أو أي وسيلة قد تقود إليه الأمن، إذ يحب إتمام كل الصفقات على أرض الواقع. كما كان "لاكا" يفرق الأدوار، والمهام بين خدامه المخلصين بعناية، وهم في الغالب من العائلة، إذ يتكلف صهره الأمني بتدبير شؤون الإمبراطورية في إسبانيا، بينما ابنه مكلف بالعلاقات الخارجية، إذ يسافر دوما إلى مجموعة من دول أمريكا اللاتينية لإتمام الصفقات مع كارتيلات الكوكايين هناك. عن اليوم24