احتضن أحد فنادق مدينة فاس خلال الشهر الجاري المؤتمر التأسيسي للائتلاف المدني من أجل الجبل، و يأتي هذا الحدث في إطار مشروع " عدالة و إنصاف الجبل" الذي يشرف عليه الائتلاف المدني من أجل الجبل و جمعية الهدف بولمان، بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID عرفت الجلسة الافتتاحية حضورا وازنا للعديد من الفعاليات المدنية و السياسية و الحقوقية و الأكاديمية من جميع أنحاء الوطن، و ضمن حضور الجهة الشرقية و الريف تميز إقليمي الدرويش و الناظور بحضور شخصيات بارزة، حيث عرف اللقاء العديد من التدخلات منها كلمة رئيس المجلس الاقليمي للدريوش عبد المنعم الفتاحي قام خلالخها بتقديم توضيحات خاصة حول ساكنة الدريوش و معاناتها اليومية في جميع المجالات مؤكدا ان %80 من ساكنة الاقليم تعتبر جبلية و انها في امس الحاجة الى ابسط الحقوق و بالتالي اعتبر ان إخراج الى حيز الوجود قانون خاص بساكنة الجبل هي من الاهداف الاساسية لهذا الإتلاف، بعدها أعطيت الفرصة للسيد امحمد الصقلي عن جمعية ايث سعيذ للاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ليشرح فيها الظروف المزرية التي تعيش فيها هذه الفئة المهمة من المجتمع في المناطق الجبلية، و في نفس السياق شارك ايضا السوسيولوجي الريفي-المميز السيد قيس المرزوقي الورياشي الذي قدم قراءة سيميائية –تاريخية – اجتماعية للجبل، باعتباره منتجا للثروة و في نفس الوقت يعيش الفقر و التهميش، مطالبا في نفس الوقت على ضرورة تصالح الدولة مع ساكنة الجبل، و هذا يعني توزيع العادل للثروات و تقسيم السلط؛ و في هذا السياق تجدر الإشارة أن الائتلاف المدني من أجل الجبل قد أعد مقترح قانون إطار حول المناطق الجبلية و مقترح مذكرة خاصة بالسياسات العمومية المدمجة لمطالب ساكنة الجبال. واستأنفت لليوم الموالي اشغال المؤتمر لمناقشة الاوراق التأسيسية للمصادقة عليها، ليتم انتخاب هياكل الإتلاف في جو يسوده الانضباط و الدمقراطية، إنتخب المؤتمرون و المؤتمرات التنسيقية الوطنية للائتلاف تتكون من 9 أعضاء ليكون إبن اقليم بولمان السيد محمد الديش رئيسها و إبن إقليم الدريوش السيد محمد أشن أحد أعضائها. وتوج هذا اللقاء بالإعلان الرسمي عن الائتلاف المدني من أجل الجبل كحركة مدنية مستقلة بذاتها، تسعى لأن تكون فاعلا أساسيا في الدفاع و الترافع عن الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لساكنة المناطق الجبلية بالمغرب ، التي عانت و لا زالت تعاني من الإقصاء و التهميش و تستنزف ثرواتها ، و قوة إقتراحية من أجل سن سياسات عمومية متكاملة تحمي المجال الجبلي البيئي و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي.