اعتبر صالح العبوضي، الفاعل الجمعوي و عضو مجلس جهة الشرق، فيلم "إبيريتا" الذي تم عرضه أمس الخميس 9 نونبر الجاري، في إطار مسابقات فعاليات الدورة السادسة لمهرجان السينما و الذاكرة بالناظور، أن هذا العمل السينمائي تمكن من كشف عورات ظواهر ألمت منطقة الريف و جعلتها تعيش مآس كثيرة. العبوضي، اكد ضمن مقالة رأي توصلت بها "ناظورسيتي"، ان ما كتبه لا بعيد عن النقد السينمائي او الاشتغال في مجال السينما، كونه لا تربطه أية علاقة بهذين الحقلين، بل لكون مجرد متفرج، يبحث كل مرة عن وقت ثالث في عز الزحمة لاقتناص فرصة لمشاهدة فيلم على شاشة التلفاز في ظل غياب صالات لعرض الافلام بالمنطقة. وأضاف ''كما قال المخرج محمد بوزكو حين تقديمه لفيلمه iperita في خيمة مهرجان سينما الذاكرة المشتركة في دورته السادسة، سلفوا لي الخيمة لاطوف بها كل الريف ليشاهد ابناؤه قصة معاناتهم مع تاريخهم، لم اتوقع ان تشدني كرونولوجية أحداث الفيلم الى نهايته في عز البرد الذي ضرب الناظور أمسية العرض واصابتي بالزكام الذي كاد أن يحرمني من مشاهدة هذا الكنز الفني‘‘. وأعرب العبوضي عن رأيه بعد نهاية الفيلم قائلا: ''إبيريتا نجح في المس بكينونتي العرقية ووجداني الإنساني وانتمائي الجغرافي، مشاهد الفيلم كلها بؤس يترجم ماضينا وواقعنا، فرغم أن الفيلم يتم الترويج له بكونه يثير نتائج رشق الريف بالغازات السامة من طرف الإسبان وحاول المخرج ان يقنعني ومعي الجمهور الحاضر بأن الفيلم فعلا يسعى إلى التحسيس بخطورة هذه الغازات على صحة الإنسان خاصة معاناتنا اليومية مع مرضى السرطان وكثرة الإصابات به ،وهو الموضوع الذي شغل ويشغل بال كل الريفيين ومازال موضوع مبادرات مدنية وطنية ودولية، لكن لن أحمل الإسبان مأساتنا مع الجهل وماسسته، فالفيلم تناول موضوع التعليم بجرأة كبيرة وطرح اسئلة بشكل غير مباشر حول واقع الحجرات الدراسية نموذج فرعية القندوسي، واقع المعلم الذي يسكن في اللامكان، انقطاع الأبناء عنن الدراسة بإيعاز من الاباء‘‘. وهنا يوجهنا الفيلم الوضعية الاجتماعية الهشة للأسر في الريف، يضيف الكاتب، ''والنموذج قرية تشوقت بدار الكبداني، فبعد نهاية الحرب الأهلية بإسبانيا وعودة لوس موروس الى بلدهم انقطع حبل الموارد المالية لإعالة الأسرة والنتيجة تسلط القائد وفساد الرئيس ورضوخ المدير، واضطهاد المرأة ذلك الجسد الضعيف والقلب القوي الذي أثث به المخرج فيلمه ليقول لنا ان المرأة الريفية لاترضى لنفسها الإهانة والاستعباد حيث جسدت الفنانة مازيليا دور الام الريفية الصلب والوفي والصبور‘‘. وختم ''الأفكار التي استحوذت على مخيلتي وانا اتابع فيلم iperita ،جعلتني استنتج في الأخير ان لا شيء تغير، لا الاسبان اعتذروا ولا المرأة تحررت ولا التعليم استوى ولا الفساد انقضى ولا ارضنا خصبت. كل التقدير والاحترام لطاقم الفيلم من صغيرهم الى كبيرهم، ومن تحت الخيمة خرجت الرسائل تبحث عن من يهتم بها والى نجاح آخر ووضع آخر‘‘.