أثنى عدد من الأساتذة الباحثين وفاعلين مهتمين على دور المرأة الأمازيغية في المقاومة الوطنية وجيش التحرير، منذ تشكيل الخلايا الأولى للمقاومة المسلحة وجيش التحرير بقيادة المقاومين عباس المسعدي ومحمد الحموتي؛ المعروف بالجندي الإفريقي. جاء ذلك في مائدة مستديرة؛ نظمتها كل من جريدة "العالم الأمازيغي" وجمعية "الجسر للتنمية والبيئة والهجرة" و بتنسيق مع "المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير"، مساء اليوم الجمعة 27 أكتوبر، بمقر الذاكرة التاريخية ببني أنصار بإقليم الناظور، وعرفت مشاركة باحثين وأساتذة مختصين، إضافة إلى عائلة عباس لمساعدي قائد جيش التحرير الوطني وعائلة الجندي الإفريقي محمد الحموتي وعدد من عائلات المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وراء كل مقاومين عظماء، مقاومات عظيمات، ووراء كل رجل المقاومة الوطنية وجيش التحرير، سيدات مناضلات كافحن وحملن السلاح لتحرير الوطن، هكذا أشاد المتدخلون في اللقاء بدور المرأة في تاريخ المقاومة الوطنية، وبدور المراة الريفية بالخصوص في دعم جيش التحرير إبان تصديه للاستعمارين الفرنسي والاسباني. وذهب الصحافي سعيد باجي إلى حد ربط بين المقاومات، زوجات أعضاء جيش التحرير والمقاومة الوطنية، وبين الملكات الأمازيغيات كتنهينان وديهيا وفاظمة ن سومر، وعرج المتحدث على مختلف المعارك التي كانت المقاومات الأمازيغيات عبر عصور مختلفة، في مقدمتها، كما تحدث وباسهاب عن دور زوجة عباس المساعدي غيثة علوش، وزوجة محمد الحموتي فاظمة ميمون، والدور الكبير الذي قمن به في سبيل ليس فقط استقلال المغرب، بل حتى الجزائر. يورد باجي في كلامه بدوره، تحدث الاستاذ الباحث في تاريخ الريف، اليزيد دريوش عن دور المرأة الريفية في المقاومة الوطنية، وجيش التحرير، إذ كنّ في الصفوف الأمامية للمقاومين، وكن في مقدمات معارك تاريخية معروفة في تاريخ الريف، ويضيف في معرض مداخلته :" كنّ يشعلن النار في قمم الجبال لإخبار المقاومين بقدوم المستعمر، وكنّ يقمن بايصال السلاح للمقاومين"، وتحدث الباحث دريوش عن مجموعة من المحطات النضالية، كما تطرق إلى دور المرأة في المقاومة الوطنية لمحمد بن عبد الكريم الخطابي مرورا بجيش التحرير وصولا إلى الاستقلال. علاقة بالريف، تحدث الاستاذ رشيد الراخا، مدير نشر جريدة العالم الأمازيغي، عن دور المقاومة الريفية نساءا ورجالا في الدفاع عن استقلال المغرب من شماله إلى جنوبه، بل وعن استقلال الجزائر، مشيدا بالدور الهام الذي قام به المقاوم محمد الحموتي "الجندي الإفريقي" في تاريخه لصالح الاستقلال والتصدي للاستعمار، كما تحدث عن الحس القومي الأمازيغي الذي يتمتع به أعضاء التحرير ونضالهم في سبيل تحرير كل بلدان شمال أفريقيا. الراخا قال في معرض مداخلته "إن الاتهامات السخيفة التي توجه لأبناء الريف والتي تتعلق بالانفصال، هي تهم باطلة ولا أساس لها من الصحة"، مشيرا إلى دور أبناء الريف في استقلال المغرب، ومعاركهم البطولية في سبيل تحرير الجزائر". ابن "الجندي الإفريقي" محمد الحموتي، خضير الحموتي قال في مداخلته إن والدته، فاظمة الحموتي كانت بمتابة العلبة السوداء التي احتفظت بالكثير من الأسرار المتعلقة بكفاح والده ضد المستعمر، ولم تكن تهتم طوال حياتها وكفاحها ضد المستعمر بالخطر الذي كان يتحدق بها، لأنها ببساطة وهبت حياتها وحياتهما من أجل تحرير المغرب والجارة الجزائر. وأضاف "خضريتو" ان والدته كانت تعيش في بيت كل زواية فيه تنطق كفاحا وكان يشكل مأوى وملاذا أمنا للثوار الجزائرين، كما كان مخزنا للسلاح، مطالبا في معرض مداخلته بحفظ هذه الذاكرة بين دفتي كتاب لتقرأه الأجيال القادمة، مردفا القول :" إذا كان والدي وهب حياته خدمة لهذا الوطن، فواجب هذا الوطن حفظ ذاكرة الوالد والولدة والمقاومين الذين لم ينصفهم التاريخ". من جانبه، تطرق النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالناضور، سعيد طبازة لما تقوم به المندوبية من مجهود لتدوين تاريخ المقاومة المغربية بشكل عام، وتاريخ المقاومات المغربيات، كما تطرق المتحدث إلى طبع مجموعة من الكتب التي تؤرخ لتاريخ المقاومة المغربية من طرف المندوبية. وتحدث طبازة في معرض مداخلته عن دور المرأة المغربية في التصدي للاحتلال، وكيف ساهمت إلى جانب الرجل في المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني، وعن الدور الكبير الذي قامت به داخل البيت وخارجه، ونضالها إلى جانب الرجل وزيارة المقاومين في السجون وزرع روح المقاومة الوطنية في صفوف المقاومين. هذا، وأجمعت مداخلات باقي المتدخلين وعائلات المقاومين المشاركين في المائدة المستديرة التي قامت الأستاذة أمينة ابن الشيخ، مديرة جريدة "العالم الأمازيغي" بتسييرها، عن الدور الريادي للمرأة في تاريخ المقاومة الوطنية، مشيدين بتضحايتهن ونضالهن في سبيل الاستقلال.