في سياق ردود الأفعال التي أثارتها التصريحات المُستَهجنة لوزير خارجية الجزائر، عبد القادر مساهل، والتي أسَاء من خلالها للمغرب وسُمعته، اِنبرى الدكتور المغربي حسين فرحاض، سليل الناظور، معلناً مقاطعته ندوة دولية من المقرر تنظيم أشغالها بحاضرة "بيجاية" بالجارة الشرقية، على مدى يوميْ 18 و 19 من شهر نونبر القادم. وأبرز الأستاذ الجامعي بكلية سلوان متعددة التخصصات، في حديثه مع "ناظورسيتي"، أن قرار عُدوله عن تأطير الندوة المقامة بدولة الجزائر حول "تدريس ومعيرة اللغة الأمازيغية بشمال أفريقيا"، والتي ستعرف مشاركة باحثين من مختلف الجنسيات، نابعٌ من اِقتناعٍ مُؤكدٍ بكون المسئُول الجزائري تعمّد الإساءة للمغرب وللمغابة أجمع، بتصريحاته اللاَّمسؤولة الدّالة على عداءٍ دفين. وبيَّن فرحاض، بوصفه أيضاً منسق مسلك الدراسات الأمازيغية، أنّ قاطرة التنمية بالمغرب تسير رأساً على سِكّتها الصحيحة المرسومة تحت عناية القيادة المولوية الرشيدة، محققةً طفرات متوالية على الإيقاع المرجو بشهادة مُؤشرات التقارير الدولية المتخصِّصة، معتبراً أن تصريحات المسئُول الجزائري، ما هي إلاّ مناوشة تروم اِستهداف المغرب للنيل من سمعته، فضلا عن تسميم العلاقات الثنائية مع جارته الشرقية. وأوضح المتحدث، أنّ شعبيْ البلدين الشقيقين تربطهما أواصر علاقةٍ أخوية ذات جذور ضاربة في عُمق التاريخ، تستمد متانتها وتماسكها المفترضين من جملة اِعتبارات، ليس أوَّلها القُرب الجغرافي، ولا ثانيها اللغة والدين ولا آخرها التَّقارب الثقافي، مما كان يستوجب الالتزام بحُسنِ الجوار الذي ينبغي أن يتحكَّم مبدأه في صَوْغِ العلاقة الثنائية بين البلدين. وكشف الباحث الأكاديمي فرحاض، عن رغبته في أن يَنْحُو منحاه سائِر الباحثين المغاربة المدعوين لتأطير الندوة المعلومة وباقي الملتقيات اللاّحقة مستقبلا، وذلك بإعلان مقاطتعها، لما ينطوي ذلك على رسالة غير مشفرة وواضحة، موجهة للأكاديميين والنخبة الجزائرية بخاصة، وللشعب الجزائري الشقيق ككل، مفادها تحسيسهم بخطورة التصريحات العدائية والعدوانية التي تلفظها وزير خارجية بلدهم. وأشار الدكتور فرحاض في هذا الصدد، إلى أنّ الكلية متعددة التخصصات بسلوان، التي يُدرِّسُ فيها اللغة الفرنسية، تربطها علاقات بجامعات جزائرية، على غرار باقي الجامعات المغربية، منها جامعة "الجزائر، تيزي وزو، بيجايا"، مردفاً أنه بفضل هذا التنسيق تمَّ إصدار مجموعة من البحوث المشتركة القيِّمة في مجالات فكرية وعلمية ودراسية متعددة، ما خولّ له بصفته الأكاديمية تمثيل المغرب في الندوة الدولية، إلى جانب باحثين آخرين ينتمون إلى مؤسسات عدة كالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومختلف الجامعات المغربية. وختَم فرحاض حديثه مع موقع "ناظورسيتي"، بالقول إنّ تذاكر رحلة الذهاب والإيّاب إلى الجزائر، "تم حجزها من قبل وهي بحوزته"، لكن بما أنّه في الوقت الذي كان يطمح فيه، باعتباره باحثاً أكاديميا، إلى تطور العلاقات المغربية الجزائرية إنْ على كافة الأصعدة والمستويات، في أفق فتح الحدود في وجه الشعبين، نظراً لِما يجمعهما من مشترك، جاءت "التصريحات المسيئة" بمفعول عكسيٍّ مُسمِّمةً العلاقات مما أدى إلى إتساع الفجوة على مستواها، لذلك وردّاً للاعتبار "أقاطع ندوة الجزائر"، يختم فرحاض.