في عز بداية الموسم الدراسي الجديد، كشفت معطيات مثيرة أن العشرات من الأطفال المغاربة اختاروا الهروب، في شهر شتنبر الماضي إلى مدينة مليلية المحتلة من أجل العبور إلى جزيرة الإيبرية. وفي المقابل، هددت السلطات الإسبانية بإغلاق الحدودية البرية، التي تفصلها عن الداخل المغربي، في حال استمرت الرباط في تجاهل مطلبها، المتمثل في الجلوس إلى طاولة الحوار، من أجل إيجاد حل للقاصرين المغاربة غير المصحوبين في إسبانيا، الذين يقدرون بالآلاف، هذا ما دار في اجتماع جمع الأحزاب الممثلة في برلمان مليلية، يوم الجمعة الماضي، والذي نقلته صحيفة "الفارو مليلية"، ومواقع أخرى. وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة مليلية، دانييل فينتورا، حذر من يهمهم الأمر في المغرب، وإسبانيا بتأكيد أنه "في شهر شتنبر وحده وصل 260 طفلا" إلى المدينة عبر الناظور. وبدوره، حذر المغربي مصطفى أبرشان، زعيم حزب تحالف مليلية، من انتهاك السلطات الإسبانية لحقوق الأطفال المغاربة غير المصحوبين، مبينا أنها فشلت في ضمان حقوق هؤلاء الأطفال. أبرشان أوضح أن المشكل ليس فقط في دخول القاصرين المغاربة إلى مليلية، وإنما في الحكومة المحلية، التي لا توفر الموارد المالية الكافية لمساعدتهم، كما أنها لا تحترم قانون القاصرين. وحذر حزب "مواطنون" من سقوط القاصرين المغاربة في أحضان المافيا، التي تحاول أن تستغل وضعيتهم المزرية، داعيا إلى حمايتهم في الشارع. وتأتي هذه التحذيرات بينما ييحدث الأنباء عن اعتقال جهاديين في سبتة، ومليلية يحاولون استقطاب القاصرين المغاربة. في السياق نفسه، دق خوان خوسي إمبرودا، رئيس حكومة مليلية، ناقوس الخطر من وجود 3000 قاصر مغربي في الناظور، يتحينون الفرصة للتسلل خفية إلى مليلية، مبينا أنه من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة، التي أصبحت تؤرق كاهل إسبانيا ماليا وحقوقيا، تحدث، قبل 15 يوما، مع سفير إسبانيا في الرباط، وأخبره أن "الوضع لا يطاق"، إذ يجب فتح نقاش مع السلطات المغربية بهذا الخصوص. وهدد خوان خوسي إمبرودا، وقال: "وفي حالة العكس (رفض المغرب التحاور)، سيكون علينا اتخاذ إجراء قد تضر بالآخرين، وبشكل أساسي المغرب، وهذا الإجراء يتمثل في إغلاق الحدود". خوان خوسي إمبرودا اعترف لأول مرة بأنه بتنسيق مع مدريد، "يضغطون على المغرب" بخصوص معضلة القاصرين غير المصحوبين. ومن جهته، انتقد مصطفى أبرشان عدم تحرك الدولة الإسبانية من أجل حماية حقوق القاصرين المغاربة، من خلال التحاور مع المغرب، وإيجاد حل لأزمتهم.