بعد حوالي سنة من التحقيقات بناء على شكاية لمهاجر مغربي ، أعلنت النيابة العامة الإيطالية، بمدينة "ماسّا كارّارا"، عن تقديمها ل 37 شخصا للمحاكمة من بينهم 33 عنصرا من قوات الكربنييري شبه العسكرية لتورطهم في اضطهاد المهاجرين المغاربة بأساليب مختلفة. "المغاربة لا تنفع معهم إلا العصا" نموذج للمحادثات التي استطاع المحققون التنصت عليها أثناء قيام أحد الكربنييري القدامى بتوجيه "النصائح" لأحد العناصر الجديدة الذي كان قد التحق للعمل معه لتوه، وهو أسلوب مشترك بين معظم عناصر الكربنييري بمنطقة "لونيجانا" بماسا كارارا، عندما يتعلق الأمر ب "ماروكيني" فلا داعي لاحترام القوانين. و وفق موقع "مغربيني"، كانت التحريات قد انطلقت مباشرة بعد الشكاية التي تقدم بها مهاجر مغربي في نهاية السنة الماضية في حق وحدة أمنية تابعة لقوات الكربنييري قامت بالإعتداء عليه جسديا والتزوير في محضر الإستماع إليه، حيث باشرت النيابة العامة تحقيقاتها في سرية تامة استعملت فيها آخر التقنيات التكنولوجية لرصد تحركات عناصر الكربنييري. ووقف المحققون على تفاصيل فضيعة مما أسموه ب "النظام الممنهج" في مواجهة المهاجرين المغاربة بعيدا عن احترام أدنى الحقوق الأساسية للمتهمين. سأقتلك، مغربي القرف .. كانت جملة مألوفة لدى معظم عناصر الكربنييري بثكنات منطقة لونيجانا، وفي كل مرة يتم فيها إيقاف أحد المهاجرين المغاربة كانت عناصر الكربنييري لا يتوانون في إخضاعه لحصة تعذيب حقيقية يتم استعمال فيمها اللكم والركل وكذ الصواعق الكهربائية، وتضمنت محاضر التحقيق أسماء 5 مهاجرين مغاربة تم تعذيبهم والإعتداء عليهم جسديا رغم استسلامهم وعدم إبرازهم أية مقاومة. مهاجر مغربي يدعى رضوان ع. بعدما تم اللحاق به في عملية مطاردة لم يتوانى عنصر الكربنييري في أسقاطه أرضا ووضع حذائه على وجهه، بينما قام كربنييري آخر بإدخال مسدسه في فم المهاجر المغربي مهددا إياه بتصفيته. ومن بين الحالات الأخرى التي تضمنتها محاضر الإتهام، قيام أحد عناصر الكربنييري بمساومة مهاجرة مغربية كانت تقود السيارة برخصة السياقة المغربية، حيث قام ذات العنصر الأمني بعدم تسجيل المخالفة في حقها وسحب رخصة السياقة وفق ما تنص عليه القوانين، مقابل لقاء جنسي تم في بيت المهاجرة المغربية. وأضاف الموقع، أن قيادة الكربنييري بمدينة ماسّا كارارا، لم تسلم من اتهام النيابة العامة حيث تم توجيه تهمة التواطئ إلى القائد الإقليمي السابق العقيد فاليريو ليبراتوري، وإلى قائد ثكنات منطقة لونيجانا. هذا وكانت قيادة الكربنييري قد قامت بنقل معظم المتهمين من عناصرها بما فيهم القائد السابق بماسا كارارا الذي تم إسناد إليه مهمة داخل الإدارة العامة، في حين من المنتظر أن تنطلق المحاكمة في الأيام المقبلة، وسط جدل كبير في إيطاليا حول تورط عناصر الكربنييري في خروقات متعددة آخرها كان منذ أسابيع قليلة بمدينة بولونيا حيث قاما عنصران من هذه القوات باغتصاب طالبتين أمريكيتين.