اعتاد المواطنون خلال أعياد الأضاحي على مدى السنوات الأخيرة، التوّجه إلى أقرب موقدٍ لشواظ رؤوس الأكباش بأثمنة زهيدة تعفيهم من عبءٍ إضافي، ينوب في القيام بعملياتها شباب عاطل تشكل له مناسبة العيد فرصة سانحة لكي يدّر بعض المال لقاء أشغال مؤرقة يقوم بها طيلة النهار. كما اعتاد المواطنون أيضاً خلال شعيرة النحر الدينية، على التخلص من جلود الأغنام، وذلك بإلقائها في أمكنة مخصصة يُحدّدها قاطنو كل حيّ سكني بشكل تلقائي، إلى حين مرور عربات خاصة يقوم أصحابها بمهمّة جمع ما يصطلح عليه بالعامية "الهيدورات" التي بدورها تنفع هؤلاء الشبّان في كسب النقود. وعليه، فقد أصبح عيد الأضحى يشكل فرصة سانحة لبروز مهنٍ مناسباتية يستفيد منها شبان أغلبهم مقعدٌ عن العمل، إذ يجدونها مناسبة لكسب بعض الدخل، من خلال إقامة مواقد نارية في كبرى الأحياء السكنية وسط مدينة الناظور، مخصصة لشواظ رؤوس الأغنام، ومن خلال جمع جلودها قبل إعادة بيعها. بيد أنّ من مساوئ هذه الظاهرة التي تنطوي على ما هو إيجابي وسلبي في ذات الحين، كونها تزيد من معاناة الساكنة مع الأزبال، بحيث يترك الساهرون على هذه المواقد مخلفات عارمة من المواد المتفحمة المُشَكَّلة من الأخشاب والفحم وكذا أجزاء ممّا يتم شواظه، دون أن يحرصوا على تنقية وتنظيف المكان.