قال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق الخيام إن إسبانيا لم تُحصن منفذي هجوم برشلونة الإرهابي، الذي خلف 16 قتيلا وما لا يقل عن مائة جريح، من التطرف، مشيرا إلى أنهم لو ترعرعوا بالمغرب، لما أصبحوا إرهابيين. تصريح عبد الحق الخيام جاء خلال حوار مع وكالة إيفي الإسبانية للأنباء حين سأله الصحفي عن المغاربة الذين نفذوا هجوم برشلونة الإرهابي. وعبر الخيام عن استغرابه من أن إسبانيا لم تستوعب كثيرا من درس الهجوم الإرهابي الذي هز البلاد سنة 2004، حيث قال: "أستغرب كيف أن الأمن الإسباني لم يلاحظ أي شيء قبل الهجوم الإرهابي،" مرجعا سبب حدوث الهجوم لعدم مراقبة الأمن الإسباني لمسجد ريبول ببرشلونة. "كنت أعتقد أن إسبانيا قد فهمت أشياء عديدة عن الإرهابيين بعد هجوم سنة 2004 الإرهابي،" يقول الخيام، في إشارة إلى أنه كان على الأمن الإسباني مراقبة المساجد. وعلق الخيام عن تورط شباب مغاربة في الهجوم الإرهابي، قائلا إن "هؤلاء الشباب، الذي ترعرعوا في إسبانيا، لم يتم تحصينهم من التطرف." وأضاف الخيام أن هذا ما كان ليحدث بالمغرب، لأن "الشباب هنا بالمغرب يتم تحصينهم من التطرف عبر طرق مختلفة، ولكن أساسا عبر مراقبة الشأن الديني،" مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية التي ترتكز على الجانب الديني عبر الترويج للخطاب الديني المعتدل أعطت أكلها بالمغرب. وأرجع مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية ارتماء أبناء الجالية المسلمة بإسبانيا في أحضان التطرف إلى سببين هما التهميش والبيئية الدينية التي يعيشون فيها، دون أن تخضع للمراقبة. من جهة أخرى، أكد الخيام أن المغرب يتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسبانيا "بشكل يومي،" مشيرا إلى أن المغرب يتعاون مع كل الدول الأوروبية بهذا الشكل، لكن يبقى التعاون المغربي الإسباني "نموذجيا." وأكد الخيام خلال حواره أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية قد تمكن منذ افتتاحه سنة 2015 وإلى اليوم من تفكيك 46 خلية إرهابية، واعتقال 692 متطرف مشتبه فيه، ضمنهم 81 تم اعتقالهم لحظة عودتهم من سوريا وليبيا حيث كانوا يقاتلون رفقة التنظيمات المتطرفة