أصبحت حوادث السير في العقد الأخير بمنطقة الريف خصوصا الناظور ونواحيها ترتفع سنة بعد أخرى بشكل مهول، فلم تعد كما تسميها وسائل الإعلام حرب الطرق، بل أضحت إبادة جماعية لمجموعة من الشباب والنساء والأطفال والشيوخ بدون أي إعتبار ولا سابق إنذار، ذنب هؤلاء الضحايا الذين يموتون بسبب حوادث السير في الطرقات بصور جد بشعة ومؤلمة تشبه مجازر جماعية، فقط أنهم يركبون وسائل نقل خاصة أو عمومية للتنقل وإذا بهم ينقلون إلى المقابر مباشرة، أو يخرجون من تلك الحوادث سالمين لكن بعاهات مستديمة هذه الإبادة لم تعد تهددنا نحن بفقدان أرواحنا أو أرواح أقربائنا، وذلك بسبب تهور بعض السائقين، والسلوكات الطائشة الصادرة عن عقليات لا زالت تتشبث بسن المراهقة، وعدم احترام قانون السير وجهله تماما، والسرعة المفرطة في طرقات مهترئة بل خطيرة، بل أصبحت تلحق أضرار بقيمنا الاجتماعية والأخلاقية من خلال تسببنا في إلحاق أضرار بمواطنين لا ذنب لهم وذلك بفقدان فلذات أكبادهم من أبناء وأمهات وآباء، واقتصادنا المحلي والوطني من خلال تشويه صورة المنطقة ودولتنا ككل خصوصا في الخارج ألم بفقد الناظور في الأسبوع الأول من رمضان أحد الأطر الطبية المهمة على الصعيد الوطني بسبب هذه الإبادة الجماعية التي تقع على الطرقات، ألم بفقد الناظور أحد أهم المستثمرات التي جاءت من فرنسا لتستثمر في الناظور انتهى بها الأمر لتعود الى بلدها في الصندوق والتي راحة ضحية هذه الحرب الغير المنتهية، ناهيك عن ذهاب 6 روسيات ضحية حادث سير خطير على الطريق السيار الجديد الرابط بين مراكش و أكادير، فأي سياحة واستثمار ننتظر مستقبلا لقد تعددت الأسباب والنتيجة واحدة وهي خطر وجب على كل منا التفكير في طريقة ما لإبعاده وتداركه وذلك عبر تحمل المسؤولية كل من جهته، فالدولة تتحمل المسؤولية في مراقبة الطرقات، مراجعة القوانين، محاربة الرشوة، والمواطنين من جهتهم وجب عليهم احترام القانون والتحرك في الشارع عبر تأسيس جمعيات ومنضمات للتحسيس بهذا الخطر الذي يهددنا قصد القضاء عليه