في إطار أنشطته الرمضانية المتعددة والتي اتخذ لها شعار "رمضان فرصة للتغير " نظم المجلس العلمي المحلي بالناظور وبتنسيق مع مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية يوم أمس الخميس 26 غشت الجاري محاضرة قيمة تحت عنوان الحاجة إلى القرآن لبناء الإنسان وتفعيل آلية الإحسان من إلقاء الأستاذ الدكتور عبد الكبير بلاوشو ،وذلك بالمركب الثقافي بالناظور المدينة وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تقدم الدكتور عبد الكبير بلاوشو و هو أستاذ جامعي بكلية العلوم بالرباط وكاتب عام الهيئة المغربية للإعجاز العلمي ،ومن بين مؤسسي المركز المغربي لتنمية الكفاءات "نماء" منسق قطاع التأطير والإرشاد به، له عدة مؤلفات في مجال الإعجاز العلمي كما أنه مدير ومؤطر المخيمات الصيفية ، تقدم بكلمة تشكريه للمجلس العلمي المحلي الذي أتاح له الفرصة بأن يحاضر بالناظور ،كما نوه بالحضور الكريم ،ليدخل مباشرة في المحاضرة التي إتخذ لها بعدا علميا فلسفيا إجتماعيا ،بدءها بالحديث عن الإنسان وبداية خلقه ،وهو ذلك المجهول المعقد والخطير وأشرف خلق الله عز وجل ،وقبل أن يخلق خلق له شيئان وهما ،الزمان والمكان قبل أن يهديه الله سبحانه وتعالى كون صفة الهداية تتلازم مع الخلق وفي سياق حديثه عن حركة الإنسان في منظومة الحياة ،أكد الدكتور المحاضر أن الحركة تعني هاهنا السعي والهدف منها الكسب مصداقا لقوله تعالى "إن سعيكم لشتى" هكذا يصبح لكل حركة حساباتها وأهميتها وعواقبها ولكل حركة مصيرها ورسم بياني يدل على طبيعة الحركة ،ولهذه الأخيرة مواصفات فهي إما سلبية عشوائية فاسدة وإما إيجابية منطقية عادلة حقة ،وحبذا لو تستهل هذه الحركة ببسم الله الرحمان الرحيم ،حيث يؤكد الأستاذ المحاضر أنها حصانة للمرئ،خاصة أثناء تحركاته وفي معرض تساؤله حول الإنسان ،أكد الدكتور المحاضر أن الإنسان يمضي ،ويتفق على أن الإنسان يعيش ويحيى لكن الصواب هو أنه يمضي في الحياة ويترك وراءه مسارا وسيرة ذاتية وبصمات ..كل ذلك تحت الرقابة الإلهية ،وبعدما يمر الإنسان من تجربة الحياة تصبح له قصة في هذه الدنيا لها شهود في الزمان والمكان ومن ذاته ومن الملائكة ومن ذوي الإنسان ،ولحظته الأخيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى في سيناريو قصته المعروضة على قناة الحياة، حياة البشر على حد قول الأستاذ المحاضر ،وفي هذا الكون هناك قصة بشر حامل لرسالة ينبغي أن تكون رسالة ثقة وإرادة وقدرة وقوة وعبادة ،لأن الحق جلا وعلا إستدعى الإنسان لهذه الحياة وضمن له مقومات الوجود كالهواء والماء والتراب وغيرها من المقومات ،وكان للخالق مطلب واحد على المخلوق بغرض الإستخلاف ،وهو العبادة والعمارة والصدق والصبر ،لذا وجب على الإنسان أن يحسن كما أحسن الله إليه ،كما وجب على الإنسان أن يسير بحركة مقتصدا غير عشوائيا ،ويراقب أحاسيسه قبل أن تصبح أفكارا وأفكاره قبل أن تصبح أفعالا وأفعاله قبل أن تصبح عادات والعادات قبل أن تصبح طباعا والطباع هي التي تحدد مصيرك ، ولا ننسى أن الإنسان محاط بنظامين النظام التشريعي والنظام التكويني البيئي ، وقصد إستقرار الوضع الإنساني يجب أن يستقيم خطه وإيمانه ،كما أنه بحاجة إلى التأطير والتوجه والتصميم ودليل وخارطة طريق لا وجود لها سوى بالقرآن الكريم ،فالله عز وجل خلق الإنسان وأنز معه الكتاب قصد الرجوع إليه كلما حصل إعوجاج أو خلل بهذا الإنسان ،كالآلة التي تشترى ،لا تقوم سوى بالكتيب المصاحب لها والمسمى "كاتلوغ" جدير ذكره أن المحاضرة كانت شيقة وممتازة من حيث الموضوع وحتى طريقة الإلقاء ونوعية الشرح والسرد ،وعلى مدى أزيد من الساعتين حاول الأستاذ المحاضر الإجاز قصر المستطاع ،لكن الوقت لم يرحم أحد وحتى الحضور بقي طوال الساعتين بالقاعة نظرا لأهمية الموضوع وقيمته