تعززت الساحة العلمية بالمغرب عامة وبالريف خاصة، بصدور العدد الأول من "الذاكرة"، وهي مجلة علمية مُحكَّمة نصف سنوية، تعنى بالبحث في تراث الريف العلمي والثقافي، والتعريف بإسهام بلاد الريف في تشكيل الهوية الحضارية للمغرب عبر مراحل تاريخه الطويل. يُصدر المجلة "مركز الريف للتراث والدراسات والأبحاث بالناظور"، ويرأس إدارتها الدكتور الميلود كعواس، ويشرف على تحرير موادها فريق من أطر المنطقة من الدكاترة والباحثين في تراث الريف وحضارته، والذين عملوا من خلال "مركز الريف" منذ تأسيسيه في ماي 2009 على تأطير ملتقيات وطنية وجهوية ومحلية في قضايا الريف العلمية والحضارية بعدة مدن كالحسيمةوالناظور وغيرهما. كما التأمت في المجلة لجنة استشارية تسهر على التحكيم العلمي الرصين لمواد المجلة، تضم رواد البحث في بلاد الريف، وخبراء تاريخ المنطقة من دكاترة وأساتذة جامعيين في مختلف التخصصات من قبيل الدكتور حسن الفكيكي والدكتور علي الإدريسي والدكتور مصطفى الغديري والدكتور عبد الرحمان الطيبي والدكتور رشيد يشوتي وغيرهم من الخبراء. تمَّ تخصيص العدد الأول من هذه المجلة لمحور "الريف: القبيلة والمجال" ويسعى للتعريف بالريف هوية وعمرانا وحضارة، وبيان دور الريف التاريخي في تنشيط الحياة السياسية في مغرب العصر الوسيط، وإبراز دور الحِرف المحلية في تنشيط التجارة بالمنطقة خلال القرن التاسع عشر. إلى جانب دراسات متنوعة اهتمت بالوقوف عند الأبعاد التنظيمية في فكر محمد بن عبد الكريم الخطابي في بُعديْه الدبلوماسي والاجتماعي، وتتبع جوانب التواصل الحضاري لمنطقة الريف من خلال الرحلة الحجازية لأهل الريف. يشمل العدد كذلك أبوابا قارة؛ يتناول الباب الأول نصا مترجما يرصد جوانب دقيقة من التنظيم السياسي والإداري بالريف قبل الحماية بسنوات قليلة، اعتمد فيه المؤلف على شهادات شفهية لطلبة ريفيين آفاقيين بطنجة، بينما يعنى الثاني بتتبع الوثائق المخطوطة الدفينة لعلماء الريف والتعريف بها، فكان اختيار قطعة من أجوبة الفقيه عيسى البطوئي المواسي الريفي التي تعكس عبقرية التعليل واستقراء الأدلة عند علماء الريف. زيادة على زاويتين: تُعرِّف الأولى بمعالم الريف من خلال "ثازوظا" بوصفها معلما أثريا يعود لما قبل القرن الثالث الهجري، بينما تُعرِّف الثانية بأحد عظماء الريف المنسيين صاحب كتاب "الممهد الكبير" ابن الزهراء الورياغلي قُبَّة علماء القرن الثامن الهجري بالريف والمغرب. أما زاوية "الفسحة" فقد تضمنت قصيدة شعرية عن مدينة الناظور، لتختم هذه الأبواب القارة ب"متابعات" لأهم الأنشطة العلمية والتكوينية لمركز الريف، إلى جانب التعريف بالإصدارات ذات الصلة بالبحث في قضايا الريف الثقافية والتاريخية والحضارية. وقصد تنظيم مواد المجلة، اقترحت الذاكرة محاور لأعدادها الثلاثة القادمة كالتالي: 1. التربية والتعليم بالريف عبر التاريخ. 2. الريف في الكتابات الأجنبية. 3. تاريخ العلوم بالريف. إن مجلة "الذكرة" من خلال تنوع موادها، تروم تشكيل منتدى علمي وثقافي يجمع كل المهتمين بتراث الريف العلمي والحضاري، لذلك فهي تفتح أبوابها مشرعة لكل الكتابات العلمية الرصينة والجادة التي تسعى لاستنطاق معالم المنطقة، والتنقيب عن كنوزها التراثية الدفينة، والنبش في ذاكرة رجالها والتعريف بهم، وإعادة صياغة تاريخ الريف، واكتشاف أبعاده الحضارية والعلمية. كما ترحب المجلة بكل الاقتراحات والآراء الهادفة إلى تطوير هذه الباكورة العلمية والرقي بها والرفع من جودة موادها. ومن أجل ذلك، يسر المجلة أن تنفتح على المهتمين والباحثين، وتتواصل مع القراء داخل الوطن وخارجه، عبر البريد الالكتروني الخاص ب "الذاكرة"، وهو: [email protected] كما نوجه عناية القراء الكرام إلى أن المجلة تُوزع في مكتبات مدن الريف الكبير كما يلي: - الناظور: مكتبة الورياشي، مكتبة الطالب، مكتبة الزمالك، مكتبة النيابة، مكتبة البحر الأبيض المتوسط، مكتبة المسيرة. - العروي: مكتبة عبد الكريم الخطابي، مكتبة النور، مكتبة القبس، مكتبة البوديحي - سلوان: مكتبة العمران قرب الكلية. - ميضار: مكتبة الأمل، ومكتبة التراث الإسلامي، استديو ميضار. - الحسيمة: مكتبة الجرموني - طنجة: مكتبة الفكر بني مكاذة - تطوان: مكتبة بيت الحكمة - الرباط: مكتبة دار الأمان - وجدة: كيوسك عبد الكريم بوكارابيلا في شارع محمد الخامس، مكتبة دار الصحافة.