كشف مبارك بودرقة، عضو هيئة الإنصاف والمصالحة سابقا، عن أن إلياس العماري، الأمين العام الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة، حثه على مواصلة حلمه في سبيل خلق هيئة تعنى بالحقيقة وتحقيق مصالحة وطنية بالمغرب. وأوضح بودرقة مؤلف كتاب "كذلك كان" حول مذكرات من تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة لدى حلوله ضيفا على برنامج "مباشرة معكم" مساء أمس الأربعاء الذي تبثه القناة الثانية "أنه خلال سنة 1999 تعرف لأول مرة على زعيم حزب البام حاليا إلياس العماري الذي كان بمعية أحمد لحليمي العلمي مشيرا إلى أنه خلال هذه الفترة جرى إنشاء هيئة مستقلة للتعويض. وأضاف بودرقة أنه بعد تناوله العشاء برفقة كل من العماري والحليمي وخروجهم من أحد المطاعم حيث كان الجو ماطرا بعد سنتين من الجفاف شهدهما المغرب آنذاك دار حديث بينهما وصرح قائلا "عند حديثي مع الحليمي حول سبب عدم خلق تجربة تعنى بالحقيقة في المغرب عوض الاكتفاء بالتعويضات والعمل على إزالة شخص مثل إدريس البصري أجابني العماري قائلا "حلم يا بودرقة حلم"، مبرزا أن هذا الحلم رافقه حتى رجوعه إلى المغرب سنة 2001 حيث انضم إلى هيئة الإنصاف والمصالحة كعضو في هاته الهيئة في إطار مسلسل بدأ بداية التسعينيات خلال السنوات الأخيرة من عهد الملك الحسن الثاني، وتكرس في بداية حكم الملك محمد السادس، في سياق البحث عن تحقيق مصالحة وطنية حقيقية والعمل على تصفية ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدها المغرب من 1956 إلى 1999، من خلال إماطة اللثام عن حقيقة حالات الإخفاء القسري والاعتقال السياسي وتعويض الضحايا، وإصدار توصيات لتفادي تكرار الانتهاكات. وتحدث بودرقة أيضا خلال هاته الحلقة عن إصداره لكتاب "كذلك كان" من وحي مذكرات من تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة انفرد بنشر تفاصيلها وكشف حقائقها لأول مرة بمعية أحمد شوقي بنيوب نتيجة تجربة واقعية عايشوها. يشار إلى أن الحلقة استعرضت تفاصيل مثيرة عن محطة الإنصاف والمصالحة من خلال تسليط الضوء على كتاب "كذلك كان" لمبارك بودرقة وأحمد شوقي بنيوب، من الذين عاشوا في قلب المرحلة بأدق تفاصيلها. ويحتوي هذا الكتاب على مذكرات غنية بعد إحدى عشرة سنة على تسليم هيئة الإنصاف والمصالحة تقريرها الختامي حول ماضي انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب. وشهدت الحلقة حضور كل من مبارك بودرقة، عضو هيئة الإنصاف والمصالحة سابقا وفاطنة البويه، مناضلة حقوقية ومعتقلة سياسية سابقا ومحمد الصبار، أمين عام المجلس الوطني لحقوق الإنسان وعبد العلي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان وسارة سوجار، عضو مجموعة "نساء شابات من أجل الديمقراطية" حيث تم التطرق لأبرز المحطات والمواقف التي يكشفها كتاب "كذلك كان" والإرث الذي تركته هيئة الإنصاف والمصالحة والدروس التي ينبغي استخلاصها من خلال هاته التجربة الرائدة للتعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل.