أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية الجمعة نشر أكثر من 90 ألف من عناصر الأمن لتأمين احتفالات عيد رأس السنة الجديدة 2017 في جميع مدن البلاد. من جهتها، قررت وزارة الدفاع نشر الآلاف من الجنود في بعض المدن التي يبلغ التهديد الإرهابي فيها مستوى مرتفعا، على غرار العاصمة باريس ومدينة نيس الساحلية التي شهدت هجوما إرهابيا في شهر يوليو/ تموز الماضي والذي راح ضحيته 86 شخصا، إضافة إلى مدن فرنسية كبرى مثل مارسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ. ويأتي هذا الانتشار الأمني المكثف والأول من نوعه من ناحية العدد بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا خلال عامي 2015 و2016 والتهديدات الأمنية التي أطلقها تنظيم "الدولة الإسلامية" بسبب مشاركتها في الحرب على الإرهاب في إطار التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في سوريا والعراق للمزيد رأس السنة: إلغاء الاحتفالات في بروكسل وأجواء هادئة في باريس، وخلافا للسنوات الماضية، الخطة الأمنية لهذه السنة ستأخذ في الحسبان أنواعا جديدة من التهديدات الإرهابية حسب ما أكده شرطي لجريدة "لوفيغارو" أبرزها الهجمات عن طريق السيارات والشاحنات كتلك التي اعتمدت في نيس وبرلين مؤخرا، مضيفا أن كتلا من المتاريس الإسمنتية وحواجز أخرى سيتم وضعها أمام بعض البنايات والمحلات التجارية والمؤسسات الثقافية التي يتوقع أن تستقطب عددا كبيرا من المحتفلين والشباب. هذا، وقد أحصت الداخلية الفرنسية عددا من "النقاط الحساسة" التي ستنشر فيها قوات أمنية خاصة وغير عادية، من بينها مدينة ستراسبورغ شرق فرنسا حيث من المتوقع أن يتم نشر أكثر من 350 شرطيا و200 جندي. نفس الشيء أيضا بالنسبة لمدينة نيس الساحلية التي ستستفيد هي الأخرى من خدمات 150 شرطيا إضافيا لضمان أمن وسلامة سكانها خلال احتفالات رأس السنة. " لن نركع للإرهاب وللخوف" وبالرغم من أن السلطات الأمنية الفرنسية لم تتلق تهديدات إرهابية محددة في الأيام الأخيرة، إلا أن المديرية العامة للأمن الداخلي أعلنت أنها أوقفت بشكل احترازي بعض العناصر التي يشتبه في تخطيطها للقيام بهجمات إرهابية خلال عيد رأس السنة، بينهم أشخاص مقربون من شبكات إسلامية متطرفة وجهادية. وفي السياق ذاته، قامت الداخلية الفرنسية بالتشديد على التجار وأصحاب المحلات التجارية من أجل تطبيق المرسوم الذي يمنع بيع بعض المواد الخطيرة، مثل المواد المتفجرة والكحول لصغار السن للحيلولة دون استخدامها لأغراض إرهابية. وفي باريس بالتحديد، كثفت الشرطة منذ أسبوع تواجدها في الدوائر التي تضم مؤسسات الدولة والشوارع الرئيسية مثل جادة " الشانزليزيه" التي من المتوقع أن يقصدها أكثر من 600 ألف شخص ليل السبت الأحد من أجل الاحتفال بقدوم السنة الجديدة والاستمتاع بالألعاب النارية التي ستطلقها بلدية باريس ابتداء من الحادية عشرة ونصف ليلا هذا ودعت عمدة باريس آن هيدالغو المحتفلين إلى توخي الحذر واستقبال العام الجديد بالفرحة والسرور، مشيرة أن فعاليات الاحتفال ستنقل مباشرة على قناة " بي إف إم" التلفزيونية لكي يتسنى لجميع الفرنسيين متابعتها. وقد قررت هيدالغو وضع حفلات نهاية السنة في إطار المنافسة من أجل الفوز بتنظيم الألعاب الأوليمبية في 2024 والتي ستشارك فيها العاصمة باريس. من ناحيته، أضاف برينو جوليار النائب الأول لعمدة باريس: "إضافة إلى الاحتفال برأس السنة، نريد أن نبعث صورة لباريس جميلة لكل الأمم التي نود استقبالها هنا بالعاصمة الفرنسية في 2024 في إطار الألعاب الأوليمبية"، مؤكدا أن تكلفة الاحتفالات ستصل إلى 500 ألف يورو. وأنهى: "نحتاج أكثر من أي وقت مضى أن نبين إرادة الاستمرار في العيش بشكل عادي وفي أجواء احتفالية. لن نركع للإرهاب وللخوف".