استجاب مسؤولون إسبان لمطالب سكان بني أنصار ، الذين بعثوا رسائل استنكارية إلى مسؤولي مليلية المحتلة، ضد المخاطر التي تشكلها الرحلات الجوية المكثفة لطائراتها فوق منازل ستة أحياء، خاصة أن تاريخ مطار الثغر المحتل حافل بالحوادث، والتي وقعت في غالب الأحيان نتيجة ثمالة الربان أو الحالة الميكانيكية لبعض الطائرات. وقالت مصادر مطلعة إن مسؤولين إسبانيين وعدوا حقوقيين مغاربة، بتخفيض عدد الرحلات الجوية في مطار مليلية بعد توصلهم برسائل السكان، ورسالة قدمها مناضلو اللجنة التحضيرية لتأسيس فرع جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان بإسبانيا، كما أكدوا أنهم شرعوا في مراقبة الحالة الميكانيكية للطائرات كل أربع وعشرين ساعة، كما يخضع الربابنة والمضيفات لاختبارات دورية تكشف وضعيتهم النفسية وتحاليل طبية لمراقبة استهلاكهم الكحول، وهي إجراءات جاءت بعد تبين أن جميع حوادث طائرات مليلية السابقة ناتجة عن استهلاك الربابنة للكحول بكميات مفرطة وبسبب الحالة الميكانيكية للطائرات. وحسب المصادر ذاتها فإن المطار لا يهدد فقط سلامة سكان ستة أحياء ببني أنصار، بل يهدد كذلك مشروع "مارتشيكا"، الذي أعطى جلالة الملك انطلاقته، إذ تراجع مجموعة من المستثمرين عن اقتناء عقارات بالمنطقة بعد علمهم بالتهديدات التي يشكلها مطار مليلية على مشروع "مارتشيكا"، منهم أجانب ومغاربة مقيمون بالخارج. وستلغي إسبانيا ابتداء من 9 يناير المقبل، الخط الرابط بين ألميريا ومليلية، والخط الرابط بين غرناطة ومليلية، كما ستخفض 3 رحلات للخط الرابط بين مدريد ومليلية، ووعدت بتخفيض خمس رحلات بين مالقا ومليلية في الأسبوع. من جهته، انتقد سعيد شرامطي، المسؤول الإقليمي لحزب المجتمع الديمقراطي ورئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، لامبالاة الحكومة المغربية بالموضوع، إذ قال إن "مسؤولينا الحكوميين لا يبالون بسكان المناطق الحدودية مع مليلية المحتلة، وما يعيشونه من انعدام الأمن جراء التحليق اليومي لعدة طائرات فوق منازلهم"، معرب أنه رغم التاريخ المظلم للملاحة الجوية بمليلية ينضاف لها الكارثة التي كادت أن تقع يوم الأربعاء 07-12-2016 على متن الرحلةIB8261 التي كانت من المتوقع أن تقلع من مطار مليلية في اتجاه مطار مالقا على حدود الساعة 07:00 صباحا إلا أن ملاحظة خلل خطير على مستوى قمرة القيادة أدى إلى تعطل الرحلة 50 دقيقة لحين إصلاح العطب حيث كانت تقل الرحل 49 مسافرا، كما كان متوقع أن تقلع نفس الطائر من مطار مالقا في اتجاه مليلية عن الساعة 08:50 دقيقة ولم تستطع الإقلاع إلى غاية الساعة 10:15 دقيقة لعطب تقني خطير حل بالطائرة حيث كانت تحمل هذه الطائرة 50 مسافرا صوب مليلية، هذه النازلة أدت بالسلطات الإسبانية إلى إلغاء ثلاثة رحلات ذلك اليوم من مالقا نحو مليلية. ويعيش سكان ستة أحياء ببني أنصار الهلع كل يوم، بسبب الرحلات اليومية لعشرات الطائرات الإسبانية الخفيفة، سواء تلك التي تنطلق من مطار مليلية أو أخرى تخترق الأجواء ويملكها أباطرة مخدرات يستخدمونها في تهريب الممنوعات، وتحلق جميعها فوق أحياء الفيض وأعراس وحي السكة الحديدية، وحي المسجد، ثم المستوصف وعبد المومن وإعاسن، فمولاريس. وراسل المتضررون السلطات المغربية والإسبانية مرفقين رسائلهم الاحتجاجية بكرونولوجيا حوادث الطائرات الإسبانية، آخرها كانت في 2014 على متن الرحلة 8789 لشركة "ابيريا"، التي ربطت مليلية بمطار براخس بمدريد، إذ كادت الطائرة أن تتحطم فوق رؤوس سكان احد أحياء بني أنصار لولا تدخل السلطات المكلفة ببرج المراقبة بمطار مدريد.