يعيش سكان ستة أحياء ببني أنصار هلعا كل يوم، بسبب الرحلات اليومية لعشرات الطائرات الإسبانية الخفيفة، سواء تلك التي تنطلق من مطار مليلية المحتلة أو أخرى تخترق الأجواء ويملكها أباطرة مخدرات يستخدمونها في تهريب الممنوعات، وتحلق جميعها فوق حي الفيض وأعراس وحي السكة الحديدية، وحي المسجد، ثم المستوصف وعبد المومن وإعاسن، فمولاريس. وأرجع سعيد شرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، الخوف الذي تعيشه الأحياء الستة الآهلة بالسكان، إلى التاريخ الكارثي للملاحة الجوية لمطار مليلية المحتلة، إذ يعج بالحوادث الخطيرة، آخرها كانت في 2014، على متن الرحلة 8789 لشركة "ابيريا"، التي ربطت مليلية بمطار براخس بمدريد، إذ كادت الطائرة أن تتحطم لولا تدخل السلطات المكلفة ببرج المراقبة بمطار مدريد، خاصة أن ربان الطائرة، كان في حالة سكر طافح وتبين بعد خضوعه لتحاليل طبية أنه استهلك كمية من الكوكايين. وحسب شرامطي، الذي وجه تحذيرات إلى السلطات المغربية، لإثارة انتباهها إلى أمن وسلامة أرواح وممتلكات سكان بني أنصار، فإن المدينة تعيش انعدام الأمن الحقيقي جراء التحليق اليومي للعشرات من الرحلات التي تربط مليلية المحتلة مع إسبانيا والتي تحلق فوق المدينة. مؤكدا أن "الرحلات التي تربط مليلية بكل من ملقا وألميريا ومدريد، تحلق كلها فوق هذه الأحياء على مرأى ومسمع كل المسؤولين الذين لا يبالون ولو وقعت الكارثة. واستعان شرامطي الذي تساند جمعيته سكان الأحياء الستة، الذين يستعدون لتنظيم احتجاجات، بالتاريخ الكارثي للملاحة الجوية لمطار مليلية المحتلة بداية من الحادث المأساوي لسنة 1998، بعد سقوط طائرة مقبلة من مالقا، نحو مليلية المحتلة على مستوى منطقة تدعى ب"كهف الدنيا" بالقرب من منطقة "رأس ورك" التابعة ترابيا لجماعة بني شيكر بإقليم الناظور، مخلفة 38 قتيلا، وعاشت سنة 2001 سقوط طائرة أخرى غادرت مطار مليلية نحو ملقا وعلى مشارف المطار أطفأ مساعد الربان المحرك الأيسر للطائرة مما أدى إلى فقدان توازنها وسقوطها، ما خلف مصرع أربعة أشخاص وجرح 27 آخرين، تلاه حادث مأساوي آخر في 2003 وتبين بعد التحقيقات أن الربان استهلك جرعات من مخدر الكوكايين، كما وجدت في دم مساعده نسبة مرتفعة من الكحول. وحمل رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان المسؤولية الكاملة للدولة المغربية عن أي كارثة قد تقع بالمنطقة، خصوصا أن عددا من سائقي طاكسيات المدينةالمحتلة مليلية عاينوا وأكدوا أن ربابنة الطائرات بمليلية المحتلة يحتسون المشروبات الكحولية ويستهلكون المخدرات الصلبة في مجموعة من الحانات والملاهي الليلية، ولا يخضعون لأي مراقبة من قبل المسؤولين على أمن المطار بمليلية، ويسمح لهم بقيادة الطائرات التي تمر فوق رؤوس سكان بني أنصار.