صدمة كبيرة تلك التي انتابت المتتبعين لشأن التربية والتعليم بالمغرب ، بعد أن تواترت صور وفيديوهات موثقة عن أجواء وواقع الدخول المدرسي لهذه السنة ، الدخول الذي تميز بأنه الأسوأ بالمغرب على الإطلاق ، أي منذ ظهور المدرسة المغربية بشكلها العصري. لقد أجمع كل النشطاء و الأساتذة و المتتبعين للشأن التربوي والتعليمي بالمغرب ، أن المغرب بصم هذه السنة على موسم يمثل تراجعا على كافة المستويات ، من مغادرة نسبة كبيرة من الأطر التربوية ، سواء بالتقاعد العادي أو النسبي ، مما ترك خصاصا مهولا في جانب الأسرة التعليمية بعدد من المدارس ، إلى البنية التحتية الهشة المتمثلة بتهالك عدد كبير من المؤسسات المدرسية أو اندثارها (ما يقارب 500 مدرسة عمومية أغلقت منذ 2008 )،و كذلك عدم مواكبة الدولة للتطور الكمي في عدد الملتحقين الجدد بالمدارس العمومية ، خاصة بالعالم القروي ، عبر تشييد مؤسسات تعليمية جديدة وتسهيل تنقل التلاميذ بتوفير وسائل النقل المدرسي أو تشييد داخليات . إن هذا الوضع الكارثي الذي تعرى بداية هذا الموسم الدراسي، قد ساهم في خلق نقاش حول وضعية المدرسة العمومية في مستويات متعددة ، بدءا من إطلاق حملات فايسبوكية للدفاع عن عمومية التعليم ومجانيته ، وصولا إلى احتجاجات شهدتها عدد من المدن المغربية وخاصة في الإعداديات والثانويات . مدارس جماعة النكور بدورها لم تسلم من هذه الكوارث التي ألقت بظلالها على المدرسة العمومية وعلى تلاميذتنا والجيل الذي سيأتي ، إذ في هذا الصدد عاين عديد من الغيورين و المتتبعين الواقع المتردي لعدد من المدارس بمنطقة النكور ،منهم جمعية تمورت للتنمية بجماعة النكور، التي قامت بمراسلة المؤسسات المعنية بهذا المجال ، لكن دون أن يستجيب أحد أو يحرك ساكنا تجاه هذه المشاكل التي باتت اليوم تهدد مستقبل جيل كامل من التلاميذ وبالتالي إعاقة أي تنمية حقيقية في المنطقة. إذ لا تزال عدد من المدراس بالمنطقة اليوم دون أسوار تحميها من المتشردين واللصوص ، و حتى أغلبها يفتقد إلى المراحيض والماء كأقل شئ قد يستفيد منه التلاميذ الصغار ،إضافة إلى الخصاص الكبير الذي عدد من الفرعيات والمدارس . وكنموذج عن المدارس التي تتخبط في المشاكل المذكورة أعلاه نذكر على سبيل المثال فرعية تيزي مادا التي تفتقد حتى لجمعية أباء وأمهات وأولياء التلاميذ بشكل قانوني ، هذا بعد أن تأسست جمعية أباء دون أن تعقد حتى جمع عام وتأخذ الشرعية من القوانين الجارية بها العمل في هذا المجال، الشئ الذي يسيئ إلى مصداقيتها وبالتالي يضعف من وزنها وتأثيرها . وفي هذا الصدد ولتقفي أثر مشاكل المدرسة العمومية على الساكنة بمنطقة النكور، والمعانات التي بات تعانيها أسر التلاميذ والتلميذات في هذا الجانب، التقينا مع عدد من الأباء والأمهات ، نذكر منهم علي سبيل الذكر لا الحصر السيد ( م . ش ) الذي اشتكى لنا عن غياب بعض المعلمين عن أداء واجبهم المقدس في تعليم التلاميذ، وعن سلوكيات بعض من المفترض أن يكونوا قدوة ورافعة معنوية للتلميذ حيث أن بعض الأساتذة صرح ضيفنا بأنه قال لولده بالحرف الواحد " سير ترعى الغنم مكاين بو دراسة فهاد الفرعية .." وفي هذا الجانب أيضا أضاف لنا السيد ميمون أن ولده اضطر للخروج من المدرسة بسبب أستاذ (...) ، وعلى صلة بالأمر فالسيدة ( ض . ش) بدورها أسرت لنا بأن أبناءها لم يكونوا ليتركوا كراسي المدرسة لولا مصاريف النقل المدرسي وبعد المدرسة . وبالنسبة للأكتظاظ فقد سمعنا عدد من الشهادات التي تظهر تأثير هذه الظاهرة على الهدوء والتحصيل السليم،منها شهادة السيد ( م . ب) الذي نقل ابنته من فرعية تيزي ماذا للسبب نفسه . وعلى ذكر مشكلة البعد يحدثنا السيد ( ح . م ) بألم شديد عن أبناءه الذين تركوا الدراسة بسبب البعد وغلاء مصاريف التنقل هو كذلك . هذا ورغم كل المجهودات التي قام بها رئيس المجلس الجماعي بالنكور في توفير وسائل النقل المدرسي ، خاصة بدواوير أيت بوخلف ، أيث عيسى ، تزوراخت العليا ، إلا أن الخصاص لا يزال موجودا على جميع المستويات خاصة الإكتظاظ و تدني جودة المرافق الصحية ، وغياب بعض الأطر التربوية ، إضافة إلى غياب ثانوية تجمع تلاميذ هذه الدواوير ، بحيث يضطر المئات من التلاميذ أو حتى الألآف للإنتقال يوميا إلى مدينة أيث بوعياش لحضور دروس الثانوي .