لازال قرار الأمين العام لحزب العهد الديقراطي نجيب الوزاني بمنح تزكية الحزب عن دائرة الدريوش للملياردير ورجل الأعمال بوجمعة أوشن يثير الإستغراب، ولازال محط تساؤلات من طرف العديد من المتتبعين السياسيين، بل ومن ساكنة قبيلة تمسمان الشاسعة التي كانت تمني النفس بمقعد برلماني لها، وهو الأمر الذي فتح الحديث عنه في الصالونات السياسية وغيرها للتكهّن بالسبب وراء هذا القرار؟ وما إذا كان ردة فعل من نجيب الوزاني مصحوبة بخوف من تراجع شعبيته بمنطقة تمسمان التي ما فتئت تتزايد شعبية عبد المنعم الفتاحي بها خاصة أنها تحوز على قاعدة عريضة من المواطنين المسجلين باللوائح الإنتخابية. قبل الإنتخابات البرلمانية لسنة 2011 وقبل أن يختلف الوزاني والفتاحي حول أمور تخصُّ الشؤون الداخلية للحزب، كان يجري تفاهم وتقارب كبير بين القياديين وكانت معه لقبيلة تمسمان وزن سياسي كبير، نظرا للإجماع الذي وسم ساكنتها، لكن بعد أولى شرارات الإختلاف بين القياديين وإتجاه الفتاحي للترشح بلون الكتاب ضمن ذات الإنتخابات وحصوله على حوالي 6000 صوت أغلبها من تمسمان، في مقابل إعتزال الأمين العام نجيب الوزاني الترشح والدفع بأخيه أبو القاسم الوزاني بلون الناقلة وحصوله على قرابة 3500 صوت، وهو ما شكّل صفعة للبروفيسور نجيب الوزاني بل وأعتبرت ذات النتيجة خيبة كبيرة للحزب. ورغم تدخل عدد من الأعيان وكبار القبائل لعودة القياديين إلى الواجهة وكان ذلك واضحا بشكل جلي خلال الإنتخابات الجماعية والجهوية ودعم الفتاحي والوزاني معا بإعتبارهما يمثلان قبيلة تمسمان لمرشح الجهة أوشن في مقابل دعم هذا الأخير لقبيلة تمسمان من خلال مرشحها الفتاحي، فإن سيناريو 2011 عاد بقوة من جديد وكان هذه المرة بترشيح الوزاني للوافد الجديد على حزب الناقلة بوجمعة أوشن على حساب إبن قبيلة تمسمان عبد المنعم الفتاحي، فهل هو تخوف لنجيب الوزاني من تراجع شعبيته بمنطقة تمسمان لصالح الفتاحي الذي يحضى بقاعدة عريضة وشعبية كبيرة، أم هو إنتقام منه ضد الفتاحي بسبب الخلاف الذي كان بينهما قبل إنتخابات 2011؟ أو أسباب أخرى قد لا نجزم أنها واقعية.