رفض صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، اتهامه بالإطاحة بمصطفى المنصوري، الرئيس السابق للحزب، معتبرا أن ترديد هذه التهمة يحيل على أن الحزب "ليس فيه حياة داخلية وينتظر التعليمات، وهذا غير صحيح، لأن داخل الحزب هناك نقاش ومخاض، وهذا ما دفع ليكون هناك خلاف على مستوى القيادة". ولخص مزوار، خلال استضافته في برنامج "في قفص الاتهام" يوم الجمعة الماضي، على إذاعة "ميد راديو"، أسباب هذا الخلاف في "ضرورة انفتاح الحزب على تيار معين تشكل بعد انتخابات 2007، وضم مجموعة من البرلمانين الذين طلبوا الالتحاق بحزب التجمع الوطني للأحرار، وأنا كنت من الموافقين على التحاقهم.. ملي قرروا الإخوان أننا نخرجو للمواجهة شافو أن المؤهل لقيادة هذه المرحلة هو مزوار". وردا على الرواية التي تقول إن الإطاحة بالمنصوري كانت "ثمن عدم رغبته في التنسيق مع الأصالة والمعاصرة آنذاك"، قال مزوار إن "موقف المنصوري هو الذي أدى إلى تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، لو أننا احتضناهم ما كانش حزب الأصالة والمعاصرة غادي يتخلق.. حيث هو كان تيار طلب الالتحاق بالتجمع، وهادي هي نقطة الخلاف". وقال صلاح الدين مزوار إنه كان رافضا للمشاركة في الحكومة سنة 2013، ولكن النقاش الداخلي غلب كفة عدم اللجوء إلى انتخابات سابقة لأوانها. وكشف مزوار أنه استشار الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، قبل قبوله الالتحاق بالتحالف الحكومي سنة 2013، مشيرا إلى أن شباط شجعه على الانضمام للحكومة، "لكي لا يجد المواطنين أنفسهم أمام انتخابات جديدة". ومن بين الأشخاص الذين استشارهم مزوار أيضا الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة آنذاك، مصطفى بكوري، إضافة إلى امحند العنصر ونبيل بنعبد الله. وأكد مزوار أن حزبه لم يندم على المشاركة في الحكومة الحالية، لأن "التقييم الموضوعي يبين أنها كانت تجربة إيجابية، أظهرت أن هناك مناعة مؤسساتية رغم كل ما وقع، وتبين أنه رغم الخلاف الإيديولوجي هناك إمكانية للتعايش". وتحدث رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عن الخلافات التي كادت تعصف بالتحالف الحكومي خلال فترة تشكيل التحالفات عقب الانتخابات الجماعية الماضية. وقال صلاح الدين مزوار: "رأيت كيف أن ثقافة التغول تطورت، كيفاش كنا غادين وكيفاش تغيرت الأمور، ولينا كناقشو أشياء اللي هي منطقية عند أحزاب الأغلبية"، معتبرا أن حزب العدالة والتنمية هو أول من نكث عهد الأغلبية بعد الإعلان عن أول تحالف له في تطوان مع الأصالة والمعاصرة. وردا على الاتهامات التي توجه إليه "بالخضوع لحزب الأصالة والمعاصرة"، قال مزوار: "هاد الهضرة ديال الزنقة، علاش غادي نخضع للأصالة والمعاصرة ولا غير، أنا راه رئيس حزب.. هناك محاولات لترسيخ نظرية في المجتمع لإضعاف وتقزيم الحزب وإظهاره كمحلقة لأحزاب أخرى، وهذا هو العبث". ولم يخف صلاح الدين مزوار أنه بعد ما وقع خلال فترة تشكيل التحالفات في انتخابات سابع شتنبر 2015، طرح النقاش داخل الحزب حول الانسحاب من الحكومة، "لكن رأينا أن المواطنين سيعتبرونها، بعد النتائج التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية، محاولة لزعزعة استقرار الحكومة"، يقول مزوار. ورد رئيس حزب الحمامة على الاتهامات التي توجه إلى حزبه "بعرقلة عمل الحكومة"، بالقول: "والله ما كاين اللي سهل العمل الحكومي فحالنا"، معتبرا أن حزبه كان "يسهر على خلق جو من النقاش والتوافق" داخل الأغلبية الحكومية. وكشف صلاح الدين مزوار أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيترشح في انتخابات السابع من أكتوبر، مرجحا أن يحسم قراره نهاية الأسبوع الجاري. وأوضح مزوار أنه يبحث عن صيغة للتوفيق بين ترشحه وحضوره كرئيس للحزب خلال الحملة الانتخابية لدعم مرشحي الحزب، وبين التزاماته المقبلة، وفي مقدمتها رئاسة قمة المناخ.