يتداول الناظوريون هذه الايام الحديث باستغراب عن الازمة الاقتصادية وقلة السيولة المالية والركود في كافة انواع التجارة والخدمات ، حتى المواد الاستهلاكية وقطاع التوزيع يعيشان على كثرة العرض وقلة الطلب ، وكأن المنطقة تعيش حالة من التقشف لم يسبق لها مثيل . يحاول التجار وعموم المواطنين فهم هذه الحالة الغريبة في هذا الموسم الذي اعتادوا ان يكون مناسبة تغطي العجز الباقي على مدار السنة ، فالتجارة اصبحت منذ بداية هذا العقد موسمية ، ومن غرائب الامور ان حفلات الزواج والمناسبات العائلية اصبحت شبه منعدمة ومن قاموا بالحفلات اشخاص محليون من غير الجالية انتظروا فصل الصيف ليحضر معهم ذوويهم من المهاجرين، وفي مجال اخر وفي قطاع العقار يعرض بعض المقاولين منتوجاتهم باثمان خيالية تقارب ثمن السكن الاقتصادي وفي مواقع معروفة باثمنتها المرتفعة كحي المطار وعاريض وبويزارزرن... لكن المفاجأة ان الطلب ضعيف جدا، ويحكي شخص انه اضطر الى تخفيض ثمن شقة له بسلوان من 38 مليون الى 28 مليون سنتيم على فترات وانه استنزف كافة الاشكال الاشهارية لكن لا مشتري، والى قطاع اخر وهو الشقق المفروشة التي كانت عادة ما تعرف اقبالا كبيرا عليها في الصيف يحكي احد الملاك عن انخفاض ثمن المبيت من 400 درهم لليلة الى حوالي 200 درهم في حي المطار ووسط المدينة ورغم ذلك فالطلب شبه مفقود ويسهل عليك اليوم اكتراء شقة بسهولة وبثمن بسيط. وحسب احاديث المقاهي دائما فان محلات الصرف شبه معطلة وليس هناك تغيير للعملة الصعبة ما عدا مبالغ صغيرة لا تتجاوز من فئة 50 الى 100 اورو ، لذلك يستغرب الناس هذه الوضعية فمنهم من يطلب اللطف ومنهم من يتحسر على ايام الرواج السابقة ومنهم من يحاول فهم الاسباب : هل الجالية في ازمة ؟ وماذا تغير من العام الفائت الى يومنا في مستواهم المعيشي ؟ هل انخفاض صرف الاورو امام الدرهم هو السبب؟ هل الامر له علاقة بحالة القلق التي يعيشها المهاجر بسبب الهجمات الارهابية وردة فعل الحكومات الغربية ومواطينهم في مواجهتهم ؟ هل هي خطط للادخار خوفا من المستقبل الغامض في اروبا ؟ هل المشكل في كون الناظور فقد جاذبيته بسبب مشاكل الازبال وقلة التنشيط السياحي والبيروقراطية الادارية وعدم اهتمام الدولة بالجالية ؟ وهل وهل وهل..؟؟؟ تلك بعض التساؤلات التي تعيشها مقاهي الناظور في حوارات وشكاوي ابنائها ولكل تفسيره وتحليله مع الاحساس بمشاعر يختلط فيها القلق والخوف من المستقبل ومن حدوث الاسوأ، وكثيرة هي الافكار والمقترحات والانتقادات.. انه امر طبيعي وعادي ان يتفاعل الانسان الناظوري مع واقعه.. ودائما ما يكون نبض الشارع في الدول الديموقراطية سببا لتدخل الدولة للتشخيص والجواب والمبادرة ، فالواقع الموجود على الارض لا مفر منه الا بالمواجهة ..وبالتالي تحصل الثقة في الاقتصاد وتسد الابواب في وجه الاشاعات والتحليلات العاطفية الضيقة وفي وجه المستغلين سماسرة الاحداث ممن يركبون على كل حدث للاستغلال السياسي او الشخصي ..فهل يحس جهاز الدولة نبض الشارع ؟؟