تتّم خلال شهر رمضان من كلّ سنة، معاينة عددٍ من المقاهي الخاصة بتقديم خدمة "النرجيلة" أو "الشيشة" حسب التسمية الشائعة لدى عموم زبنائها، وهي تنتعش على غير عادتها طوال باقي الأشهر، إذ يكفي للواحد منذ حلول شهر الصيام، القيام بجولةٍ قصيرة ليلاً بحيّ "المطار"، حيث تنتشر بأرجائه هذا النوع من المقاهي المستنبتة كالفطريات، للوقوف على حالة الانتعاشة غير المسبوقة التي تبلغ ذروتها "مقاهي الشيشة" منذ اليوم الأول من شهر الصيام. ناظورسيتي قامت بجولة ميدانية إلى الحيّ المذكور أعلاه، لاِستقاء إدلاءات القاطنين هناك، حيث أفادت جميعها أن اِرتياد مقاهي النرجيلة يكثر بصورة غير معهودة إبّان فترات الليل طيلة أيام رمضان، موردة أن غالبية مرتاديها من فئة الشبّان الذين عادةً ما تلفي إلى جانبهم شابات أيضاً يُدخّن هذا الصِّنف من التّبغ "المُعسَّل" بنكهة الفواكه الجافّة في الغالب أو التفاح والعلكة وحبّ الملوك وغيرها من الصنُوف الأخرى التي يجري الإقبال عليها بنَهَم. فيما في دردشة ل"ناظورسيتي" مع أحد المرتادين على مقهى خاصة بالنرجيلة كائنة ب"الناظور الجديد"، فضل عدم الكشف عن هويته، أكد لنا أن بعضاً من الزبناء يقبلون على مثل هذه الأمكنة التي تُوفر خدمة "الشيشة" بغية تعاطيها خلال شهر الإمساك، فقط للاستعاضة عن المشروبات الكحولية التي يحرص المدمن عليها اجتناب شربها كلياً طيلة هذه الأيام الثلاثين، لذلك غالباً ما يتم اللجوء إلى اِستبدالها بتبغ "الشيشة" من أجل بلوغ حالة اِنتشاء شبيهة بتلك الحالة التي قد يحققها المشروب الروحي أو بأقل درجة منها، لدى هذا الصنف من الزبناء، مما يُفسر تزايد الإقبال على اِستعمال دخان النرجيلة كل رمضان. وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن السلطات المحلية كانت قد قامت كما سجلنا في موقعنا، بشنِّ حملات تطهيرية على المقاهي التي تستقطب المدمنين على تدخين "الشيشة"، تحت طائلة مسوغٍ قانوني بات يُجرم هذا النوع من التعاطي، بناءً أيضا على شكاوى عدة موضوعة من قِبل الساكنة القاطنة بقربها، والتي تعاني من حدوث ضوضاء بمحيطها ليل نهار، بحيث عملت السلطات على تشميع محلاتٍ بعد إغلاق أبوابها لمددٍ زمنية، قبل أن يعود أربابها مجدداً لفتحها على مصراعيها مع بداية شهر الإمساك.