في الوقت الذي يحتفل فيه العالم ب'يوم الكتاب العالمي' كشفت دراسة لمركز الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والإدارية نشرها في مجلته 'إيكونوميا' في عددها الأخير أن كل مغربي ينفق في المعدل درهما واحدا سنويا على شراء الكتب؛ فيما يصل المعدل العالمي إلى 25 درهما. وأضافت ذات الدراسة أن المغرب لا ينتج سوى ألف عنوان سنويا لفائدة ساكنة يصل تعدادها إلى 30 مليون نسمة؛ في الوقت الذي تنتج فيه فرنسا البالغ عدد سكانها 60 مليون نسمة قرابة 60 ألف عنوان سنويا، أما إيران فتنتج 30 ألف عنوان لفائدة 70 مليون مواطن. هذا ولا يتجاوز عدد نسخ الكتاب التي يتم توزيعها ما بين ألف وألفي نسخة، وأشارت نفس الدراسة أن 90 في المائة من الكتب المعروضة في المغرب قادمة من الخارج وخاصة من فرنسا أو الشرق الأوسط ووسط، هذا الكم من الكتب لا يجد الكتاب المغربي مكانا في السوق الدولية. ووفقا لنفس المصدر تم افتتاح 10 مكتبات في المغرب مابين 1980 و2010؛ في حين أنه في مدينة برشلونة يتم فتح 10 مكتبات في عامين فقط. مضيفا أن 10 مكتبات فقط في المغرب تعتمد على بيع الكتاب الثقافي في الوقت الذي اتجهت في الأخرى إلى بيع الكتب المدرسية وكتب الطبخ وغيرها. هذه الأرقام الضعيفة تشير إلى هشاشة علاقة المغاربة بالكتاب؛ فيما تظل سياسة الدولة المغربية في المجال الثقافي محدودة بالرغم من بعض المبادرات التي تم إطلاقها أخيرا، والتي لم يكتب لها النجاح أو الاستمرار مثل دعم دور النشر، وتشجيع التأليف والنشر؛ إلى جانب إقامة معارض الكتاب وطنيا ودوليا ومعارض الكتب المستعملة وإطلاق بعض المبادرات مثل مبادرة 'القراءة للجميع'، ومبادرة 'زمن الكتاب'. وفي الوقت الذي يرجع فيه بعض المهتمين هذا التدني في المقروئية إلى الأمية التي تنتشر في صفوف المواطنين، إذ تمس قرابة 50 في المائة من الساكنة إلا أن البعض الآخر يرى لهذه النسبة تفسيرات أخرى مثما أوضح المفكر المغربي المهدي المنجرة في تصريحه لرويترز، إذ قال إن المسألة لا تتعلق بأزمة قراءة بقدر ما تتعلق بأزمة إنتاج وقلة كتاب، فمجموع ما أنتجه المغرب في عام 2007 مثلا من الكتب بالعربية والفرنسية هو 865 كتابا، 7,52 في المائة منها في الآداب والبلاغة ب440 كتابا، في حين لم تتجاوز نسبة ما كتب في العلوم النظرية والتطبيقية 2,1 في المائة أي 17 كتابا. هذا الضعف في إقبال المغاربة على القراءة وضعف الإنتاج من جانب الكتاب والباحثين لا ينسجم مع الواقع، خاصة وأن المغرب يتوفر على 14 مدينة جامعية والآلاف من الطلبة الباحثين والأساتذة الجامعيين. التجديد