بلاغ صحفي ترأس السيد عبد النبي بعوي رئيس مجلس جهة الشرق يوم الجمعة 6 ماي 2016 بالمقر الإداري لمجلس الجهة حفل توقيع اتفاقية إطار بين كل من الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وولاية جهة الشرق ومجلس الجهة، وقد حضر هذا الحفل كل من السيد أنيس برو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، والسيد روبير جوي، سفير الاتحاد الأوروبي بالمملكة المغربية، والسيد الكاتب العام لولاية جهة الشرق، والسيد محمد لمباركي، المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشرقية والسيد سيباستيان موسنيرودوبين المدير العام لوكالة الخبرات الفرنسية. وبعد كلمته الترحيبية، ذكر السيد الرئيس بالعلاقة الوطيدة بين الهجرة والتنمية والتي تتجلى في الدور التاريخي الذي لعبته ولا زالت، الجالية المغربية بالخارج في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذلك الثقافية لوطنها الأصلي. وواصل قوله بأنه في ظل العولمة وما نتج عنها من تغييرات، تحول المغرب من محطة عبور الى بلد إقامة، الشيء الذي دفع ببلدنا الى ابتكار رؤية جديدة لمعالجة القضايا المرتبطة بالهجرة. وعن ورش الجهوية الموسعة، أكد السيد الرئيس أنه يعد مدخلا أساسيا لترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة ومفهوم المشاركة على مختلف الأصعدة عن طريق تشجيع مغاربة المهجر على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية لجهة الشرق. وفي هذا الإطار دعا كافة الفاعلين من جمعيات الجالية المغربية المقيمة بالخارج ومجموعات الاقتصاديين، لتعبئة الموارد والكفاءات المنحدرة من هذه الجهة، قصد تسخيرها للنهوض بالمبادرات التضامنية الاجتماعية والاقتصادية، في مختلف مكونات جهة الشرق، وذلك بغية المساهمة بشكل أساسي في صنع مغرب الغد، بنموذجه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المنشود. واختتم السيد الرئيس كلمته بإعرابه عن عزم مجلس الجهة على مواصلة جهوده في خلق أجواء مشتركة مرتكزة على التواصل ومبنية على مرتكزات المقاربة التشاركية في معالجة كل القضايا التي تهم تنمية جهة الشرق حتى تضطلع بدورها كقطب محوري أساسي وفي كلمة السيد والي جهة الشرق التي قرأها نيابة عنه السيد الكاتب العام للولاية، فقد ذكر بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله التي يوليها جلالته لمغاربة العالم ولتعليمات جلالته لصون حقوقهم والرقي بالخدمات المقدمة إليهم، وبوعي الدولة بأهمية هذه الشريحة من المواطنين، بحيث تبذل دائما مجهودات جبارة لتوطيد أواصر انتمائهم إلى وطنهم والدفاع عن مصالحهم ومنحهم وضعا خاصا يناسب التضحيات التي يتحملونها والخدمات التي يقدمونها لفائدة بلادهم، منوها ببرنامج "شراكة" مع كل من وزارة الهجرة و مجلس جهة الشرق. أما السيد سفير الاتحاد الأوروبي فقد عبر عن فرحه بتواجده بجهة الشرق وحضوره انطلاق البرنامج الجهوي لمبادرات مغاربة العالم بجهة الشرق، مذكرا بالعلاقات التاريخية التي تربط الاتحاد الأوروبي بالدولة المغربية كشريك استراتيجي على كافة الأصعدة بما في ذلك ملف الهجرة الذي هو محور لقاء اليوم. وفي مداخلته، ذكر السيد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بالأسباب الموضوعية لاختيار وزارته لجهة الشرق كمنطقة تجريبية أولى لإنجاز البرنامج المندمج للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة : "شراكة : تعزيز تنقل الكفاءات والأشخاص" والتي سبق وأن تطرق لها كل من السيد رئيس جهة الشرق وكذلك والي الجهة. واختتمت هذه المداخلات بالتوقيع على الاتفاقية الاطار وكذلك الإطلاق العملي لبرنامج "PRIMO"من خلال توقيع أربع اتفاقيات للتمويل بين مجلس جهة الشرق، ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية وجمعية الهجرة والتنمية والمنظمة الإيطالية "CEFA". وسيتم في إطار هذا البرنامج في الأشهر القليلة القادمة إطلاق منتدى إقتصادي جهوي كبير لمستثمري الجهة، كما سيتم إطلاق بوابة إلكترونية «Oriental et Marocain du Monde» لتكون آلية للتواصل والحوار بين مختلف الفاعلين في جهة الشرق. ويأتي توقيع هذه الاتفاقية كترجمة فعلية للنظرة الاستشرافية لجهة الشرق بخصوص إيمانه الراسخ بمساهمة الهجرة في التنمية التي تظل رهينة بالقدرة على استثمار عائداتها او بمدى تفعيل دور المهاجرين في الفعل التنموي الجهوي، وتشجيع انخراطهم وإشراكهم في بناء وإنجاز مشاريع التنمية على ضوء مقاربة مجالية تقوم على إدماج كل الفاعلين التنمويين خاصة المهاجرين باعتبارهم رافعة وأداة أساسية للتنمية، فضلا عن كون أوربا تستأثر بالحصة الكبرى من عدد المغاربة المقيمين في الخارج، حيث يعيش ثلاثة أرباع مغاربة العالم، في القارة العجوز، كما أن ثلث هذه الجالية تنحدر من جهة الشرق التي تحتل المرتبة الثانية وطنيا فيما يخص نسبة الودائع البنكية التي توفرها تحويلات أفراد الجالية المنحدرة من هذه الجهة.