ستحتضن الناظور يوم غد الأحد 20 مارس الجاري، حدثا سيسجل في تاريخ هذه المنطقة المناضلة، يتمثل في تخليذ الذكرى 61 لتأسيس المنضمة النقابية العتيدة الإتحاد المغربي للشغل، بحضور وفد من الأمانة العامة برئاسة الأمين العام للإتحاد الميلودي مخاريق. ولا يمكن أن يمر تخليذ هذه الذكرى في الناظور، دون أن نقف عند دلالات هذا الإختيار، خصوصا أن هذه هي المرة الأولى التي يحتفل فيها مناضلو الإتحاد المغربي للشغل بذكرى التأسيس خارج مدينة الدارالبيضاء، فإختيار مدينة الناظور فيه تلميح قوي لإرتباط قادة هذه المنظمة العتيدة مع مناضلي الجهة الشرقية وخصوصا بالريف، فكيف لا وهناك من بقي وفيا لهذه النقابة ونهجها في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة، لما يفوق عن 50 سنة ولم يغيرها طمعا في منصب أو في إمتيازات، فالجميع يعرف مناضلي الإتحاد المغربي للشغل بالريف، فهناك منهم من قضى نحبه وهو يناضل من أجل مصلحة أبناء الريف والمغرب من أمثال السيد بنيس والكنيدي والظفير ومحمد السي علي وغيرهم كثر، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ولا يزالون على درب النضال مستمرون في التضحية على ما تعلموه من نكران للذات في هذه المدرسة العريقة الإتحاد المغربي للشغل، التي علمتنا جميعا معنا روح النضال والدفاع عن الطبقات العاملة ومصلحة الشعب المغربي، وكان لمناضلي الإتحاد بالريف مواقف قوية وجريئة في العديد من المحطات الكبرى التي عرفتها بلادنا. وإن كان هذا من الجانب النضالي للمنتمين لنقابة الإتحاد المغربي للشغل بالريف، فهناك دلالة أخرى وهي تاريخية، حيث أن هذه المنطقة ضحى رجالتها بالغالي والنفيس من أجل الحصول على إستقلال المغرب، وتخليصه من الإستعمار، فلا أحد يستطيع إنكار ما قدمه المجاهدين الكبيرين محمد بن عبد الكريم الخطابي والشريف محمد أمزيان، وهذا ما يجعل قادة الإتحاد يحترمون بشكل أكبر أبناء هذه المنطقة ويقدرون عملهم وتضحياتهم، لكون مناضلي الإتحاد المغربي للشغل، وعند تأسيسه كان همهم الأول هو إسترجاع إستقلال البلاد، وقد ساهموا بشكل كبير في ذلك، فالجميع يتذكر تلك القولة الشهيرة للراحل الملك محمد الخامس، عندما بلغه خبر تأسيس نقابة الإتحاد المغربي للشغل وهو في المنفى، ليعلق على الأمر بالقول "هذا الحدث سيعجل في إستقلال المغرب". إن الإحتفال بهذه الذكرى 61 بمنطقة الريف وفي هذه الظرفية بالخصوص لها الكثير من الدلالات، فإن صمد الأجداد في وجه المستعمر، فاليوم رجال هذه المنطقة ومعهم مناضلي الإتحاد لمغربي للشغل، صامدون في وجه الحكومة التي لا تكف عن ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وبالهجوم عن المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة، التي تعيش المعاناة في ظل قرارات الجائرة الصادرة عن هذه الحكومة التي تنفذ بكل طاعة قرارات الصندوق الدولي. كما يأتي هذا الإحتفال في الوقت الذي صرح فيه بان كي مون تصريحا منحازا لخصوم المغرب، يستهدف فيه الوحدة الترابية لبلادنا، وهذا له أهميته كذلك للتعبير على أن المغرب ككل من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه متشبث بوحدته الترابية، ولن يتخلى عن ذرة واحد من ذرات رمال صحرائها. وفي الختام وحتى لا أطيل عليكم، أدعوكم جميعا لحضور هذا الحدث التاريخي الذي تشهده مدينتنا المتمثل في تخليذ ذكرى هذه المنظمة النقابية العتيدة التي لها تاريخ كبير في النضال والدفاع عن الطبقة العاملة.