بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد، كم عمرك ؟ سؤال نسمعه دائما ! والحقيقة بل الاصح هو ان يقال كم مضى من عمرك وليس كم عمرك ! لان الاعمار لا يعلمها الا الله ... أخي الكريم وأختي الحبيبة لا تنسى انك تعيش في دار هي ليست بدار قرار وانما دار اكدار وحسبك منها انها سجن للمؤمين وجنة للكافرين، أسال نفسك كم بقى من عمرك وكم تأمل ان تعيش؟ عشرين ام اربعين سنة وكيف تأمل ذلك؟ وتأمل هذا الحديث وكأن المعنى به أنت ( عش ما شئت فانك ميت واحبب من شئت فأنك مفارقه واعمل ماشئت فأنك مجزى به) فهل عرفت عظم المصيبه وفداحة الخطب يا من رعاك الله تصور ان ملك الموت أتاك الآن في هذه اللحظه أتاك ليقبض روحك أكان يسرك حالك وما أنت عليه؟ هل تذكرت اول ليله بالقبر وانت فيه وحيد لا اهل ولا أبناء ولا اصدقاء ولا مال ولا أي شي ! وقد احكم اغلاقه وتحكم فيك هوامه وديدانه واصبح التراب فراشك وقد ذهب حسنك وجمالك وقد انتهت اللذات وذهبت وبقيت الحسرات والتبعات . هل تريد الجنة وما فيها من نعيم وانت على المعاصي مقيم ؟ قد غر بعض الناس حلم الله وسعة رحمته ولكنهم نسوا او تناسوا ان الله شديد العقاب وانه عزيز ذو انتقام وان هؤلاء لم يتعرضوا لرحمته بل عملوا أعمالا توجب غضبه وأليم عقوبته..... تصور انك حصلت على الدنيا وملذاتها ومسراتها وكل ما يرضيك منها ...وكانت النتيجة هي النار فهل تذكر ما مضى لك من النعيم وأنت فى النار مقيم. وتذكر يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك الجوارح والجلود...فقل لي أين يكون مهربك ؟ والشهود منك والشهادة عليك! فتأمل يا مسكين ! يا من تعصي الله بها ومن أجلها ومن اجلها ثم تأتي يوم القيامة تشهد عليك....!! قل تحمد الله أن مد في عمرك ولم يقبض روحك وأنت في غيك وأعراضك وغفلتك. ويا أخي العزيز واختي الغالية لما لا تبادر بالتوبة وتنفض عن نفسك غبار الغفلة ولتعلم ان باب التوبة مفتوح وأن عطاء ربك ممنوح وان فضله يغدو ويروح واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له . وان الله يبدل سيئاتك حسنات وان الله يفرح كثيرا بتوبتك واخيرا هنيئا للتائبين محبة الله لهم. قال تعالى : ( ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد عليه الصلاة والسلا