أشرف يومه الجمعة الماضي، كل من رئيس المجلس العلمي المحلي الإقليم الناظور والمندوب اإلقليمي للشؤون الإسلامية على افتتاح مسجد بجعدار العليا / اجواهرة العليا ببني بويفرور باشوية ازغنغان. وقد تولى بناء هذا المسجد المحسن المسمى بن بشير عبد السالم الحاج عبد القادر، وهو من أبناء المنطقة يقيم كتاجر بطنجة، بناه يبتغي بذلك وجه الله تعالى مصداق قول الرسول "من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله له بيتا في الجنة". وتم بناؤه على مساحة أرضية تقدر بأزيد من ثلاثة آلف متر مربع ويشتمل على كل المرافق الضرورية مع ساحة عريضة ومرافق تجارية كمورد وقفي له. وقد افتتح خطبة الجمعة أول مرة رئيس المجلس العلمي الأستاذ ميمون بريسول متناولا بالتحليل والتفصيل حديث رسول الله "خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق"، منبها الى ضرورة العناية ببيوت الله تعالى بناء وتشييدا وعمارة وتنظيفا وصيانة، وتجنيبها كل ما يضر بها ويضر بروادها أو يشوش على القائمين عليها والقيمين بشؤونها من أئمة ومؤذنين ومنظفين، معتبرا ذلك انتهاكا لحرمة بيوت الله وقدسيتها. فالله تعالى أذن أن ترفع هذه البيوت وليذكر فيها إسمه؛ ويهتدى فيها لسبيله والدال عليها كتابه العزيز وسنة نبيه المصطفى، فالذين بنوا هذا المسجد، إنما اسسوا لسنة عظيمة سنها النبي المختار صلوات ربي وسلامه عليه، الذي كان أول مشروع نفذه في حياته عندما وصل الى المدينةالمنورة هو وضع حجر الأساس لمسجده النبوي. الذين بنوا هذه المعلمة يساهمون في نشر هذا الدين، رسالة الإسلام، التي نشرها وأقام عليها رسول الله، أنهم يشيدون معقلا من معاقل رفع راية التوحيد. ونوه الخطيب بمن يرتاد بيوت الله وحملهم مسؤولية العناية بهذا المسجد والقيام بكل شؤونه، فإذا كان المحسنون قد أنفقوا وسهروا على البناء والتشييد والتجهيز والتفريش، فإن الرواد عليهم واجب الصيانة والحفاظ على المعالم كما هي، فالرسول كما تروي عائشة أمر ببناء المساجد في الدور وأمر أن تنظف وتطيب. وحذر الخطيب من مغبة الفتانين الذين يتطاولون على وظائف المسجد وأدواره الساعية الى جمع الشمل وتوحيد الصف فالأمة المغربية عرفت الإسلام الصحيح من منابعه الأصيلة منذ أزيد من إثني عشر قرنا، وبفاس العاصمة العلمية كانت أول وأقدم جامعة في العالم التي انطلقت منها أنوار العلوم الإنسانسة والفكرية والشرعية والبحثية والتي أفادت الإنسانية قاطبة، فليس لأحد أي كان أن يسمح لنفسه تلقين دروس لأهل القرويين وحفدتهم. وقد حضر الإفتتاح إلى جانب رئيس المجلس العلمي ومندوب الشؤون الإسلامية أبناء الشيخ الذي بنى المسجد، وقرابته، وعموم المؤمنين والمؤمنات وبعض الأئمة والمرشدين وعضوة المجلس العلمي وأئمة وفقهاء وفعاليات من المجتمع المدني وبعض رجال السلطات المحلية.