لا أحد كان سنة 2003 يراهن على أن أفول نجم العائلات التي سيطرت على مدينة الناظور سيكون على يد شاب بسيط يحلم كحلم الجميع أن تكون المدينة تحت قيادة شخص لا ينتمي لإسم من الاسماء التي جثمت على قلوب الجميع طويلا. لا أحد البتة كان يقول أن حوليش سيستطيع يوما أن يفكر حتى في مزاحمة العائلات التي حكمت الناظور لعقود، ومن كان يفكر سنة 2003 بهذا التفكير فإما أنه مهرطق أو جن ويحتاج إلى إيداعه في بويا عمر، أما اليوم في سنة 2015 وبعد مضي 12 سنة أصبح حال المدينة شأن آخر. لا نستطيع القول منذ الآن بأن سليمان حوليش سيكون خير رئيس للناظور، لن نجزم لأننا لسنا للغيب متنبئين، لكننا نجزم بشيء واحد منذ الآن، هو أن إبن براقة الذي كان بالامس مغمورا ولا يقام له وزنا، أصبح اليوم دكاكة بخنازر ومدفعية ستحدد للناظور تريخا جديدا. لقد كانت الحرب فيما مضى محددة سلفا بين آل أزواغ وآل يحيى وآل الرحموني وكل من يقف في وجههم مصيره الدك والهزيمة النكراء، أما اليوم ولسخرية القدر فإن آل أزواغ وآل الرحموني إصطفوا إلى جانب واحد لا لشيء سوى لمحاربة هذا الوافد الجديد الذي يهدد قلاعا إنتخابية وعائلات يبدو أن مصيرها الانتخابي أصبح بيد الشعب. لماذا إسطف آل الرحموني وآل أزواغ مع بعض؟. سؤال قد يكون البعض طرحه على نفسه، فمنذ عقود كانت هناك مناوشات بين الطرفين، واحد يلقي بالاخر للمعارضة ويذهب هو للاغلبية، لم يكن هناك وفاق بين الطرفين سوى سنة 1991 حينما إختار الرحموني الاب محمد أزواغ نائبا أولا له لسبب وحيد وهو أن محمد أزواغ أستاذ وسيحمي الرحموني من اي كارثة قانونية قد يقع فيها، بمعنى أن السبب آخر الهم الاول في هذا التحالف الهجين كان بسبب الخوف من الوقوع في مأزق قانوني لا مفر منه يعني أن التفكير منذ البداية كان هو خدمة مصالح معينة وإيجاد الطرق للخروج منها بأقل الخسائر عبر دهاء محمد أزواغ. وفي سنة 2003 سيصطف آل الرحموني كأتباع لآل أزواغ وبطبيعة الحال يتذكر الجميع السيناريو المقيت الذي وقع آنذاك عندما تم الانقلاب على طارق يحيى وتم الضغط على آل الرحموني وجميع الاعضاء للتصويت على الراحل مصطفى أزواغ أو أن مصالح الجميع ستصبح في مهب الريح. اليوم وبدون أن يضغط أحد ولأن قلاع آل أزواغ وآل الرحموني أصبحت مهددة فقد إصطف الجمعان معا في معركة مصيرية لإعادة هيبتهم التي فقدوها بعد أن أصبحت ساكنة الناظور تنتظر قدوم وجه جديد لا يحمل إسما من اسماء عائلات لم تقدم للمدينة غير الويلات. الناظور على موعد تاريخي بعد أيام سيتم تحديد مصير أصوات أبناء الناظور، أصوات أولئك القاطنين في الهوامش الذين رغبوا في التغيير غير آبهين لأي مغريات مرحلية قد تعرض عليه، وصوتوا لحوليش لا لشيء سوى لينظروا يوم الحسم إلى وجوه آل الرحموني وأزواغ وهم يجرون ذيول الخيبة والهزيمة وينطلق بهم الزمن إلى "زمن المعارضة". وكما قال شاعر الاندلس "من سره زمن ساءته أزمان"، لكن الشاعر هنا تحدث عن البعض ولم يتحدث عن محمد ازواغ الذي تزوجته المعارضة ولم تبغي له طلاقا وصار فأل معارضة على كل حليف له.