في مشهد غير مسبوق، لا نجد له توصيفا أبلغ من كونه مخزيا بكل المقاييس ووصمة عار يندى له الجبين، عاينت عدسة موقع ناظورسيتي، طفلا في عمر الزهور وهو يسبح في مستنقع أوحال تراكمت فيه المياه المستعملة للسقي منذ مدّة لتُصبح آسنة، وسط حديقة 3 مارس المُقابلة لفندق النخيل بمدينة الناظور، حيث يمرح وسط مياه مُوحلة ومُلوّثة عن الأخر، وسط تجاهل تام واللامبالاة بالمخاطر الناجمة عن الأمر، معرضا بذلك حياته لخطر محدق، لا سيما وأن البيكتيريا المجهرية والفيروسات الدقيقة التي تتزايد إحتمالية تسربها إلى الجسد فتكا بمناعته، لا تُعد ولا تحصى في هذا الباب. وكنّا في ناظورسيتي قد أشرنا في وقت سابق ضمن مقالات عدّة، إلى أن اليافعين من أبناء الأسر المعوزة، الذين ليس بمقدورهم التوّجه نحو الشطآن قصد الإصطياف، وفي ظلّ إنعدام وغياب المسابح البلدية على إمتداد إقليمالناظور، لا سيما العمومية منها، يلجئون طيلة فصل الصيف القائض، إلى بعض النافورات المائية المتواجدة وسط المدينة، أو الأحواض والصهاريج المائية المستعملة خصيصا لأغراض أخرى كأوراش البناء والري الفلاحي غير السباحة، والمتواجدة بكثرة على الهوامش والنواحي، حيث يجدون ضالتهم فيها، رغم الأخطار التي تتهددهم. وقد سبق لموقع ناظورسيتي في هذا الصدد، أن تطرق مراراً إلى موضوع إغلاق المسبح البلدي للحاضرة منذ إنشائه قبل نحو 7 سنوات وإلى الحين، متسائلاً عن دواعي إيصاد أبوابها رغما عن جاهزية هذه المنشأة المُستوفية لكل معايير وشروط السلامة الصحية، للإيفاء بحاجة الأطفال الماسّة إلى الإستجمام؟ والواقع أنه مع إرتفاع درجات الحرارة، تصبح حاجة المواطنين، وخاصة منهم فئات الشباب والأطفال من شتى الأعمار، ماسّةً للتوّجه صوب الشطآن والمسابح الترفيهية، قصد الإستجمام والإصطياف، بحثاً عن تزجية أوقات ممتعة تروّح عن النفس وتبث عبر أوصال الأجساد شعورا بالإنتعاش، وسط حرارة مفرطة ما تلبث تُقلّل من النشاط والحيوية وإحلال الفتور مكانها، غير أنه وأمام إغلاق المسبح البلدي الوحيد، أبوابه في وجه هؤلاء الصبية، نعاود طرح السؤال لمرة الألف، فهلا تكفي المشاهد الكارثية التي تتلقفها الصحافة المحلية بين الفينة والأخرى، كالحالة المدرجة اليوم ومثيلاتها سابقا، للدفع بالمسؤولين في إتجاه التفكير جديّا في إمكانية فتح أبواب المسبح مجددا؟