كشفت مصادر متعددة أن عملية إلقاء القبض على تسعة عناصر ينتمون إلى داعش من مدن مختلفة بالمملكة (العيون، الداخلة، تيزنيت، بني ملال، مكناس، طنجة، تطوان، الناظور والسعيدية ) أتت بعدما لفتت الانتباه بأنشطتها الدعائية عبر الأنترنيت لصالح مايعرف ب"الدولة الإسلامية" وأميرها "أبي بكر البغدادي" الذي بايعته العناصر المذكورة. وحسب ذات المصادر فقد نجحت هذه العناصر المتطرفة التي تنشط في منتديات ومواقع المتطرفين التي تنوه بالإرهاب والتي تنشر فيديوهات وصور عمليات الذبح والإعدام الجماعي من طرف داعش في ربط علاقات وطيدة مع مقاتلين مغاربة في الشام تابعين للمنظمة الإرهابية المذكورة. وحسب التحقيقات فإن هاته العناصر تدخل بشكل منتظم ويومي ومتكرر إلى المواقع والمنتديات المذكورة وتنشط فيها بشكل جد مكثف مثلما تطالع باستمرار المنتديات التي تكشف وتعلم كيفية صنع القنابل وكيفية تشغيل المفخخات والمتفجرات وطريقة صنع الأحزمة الناسفة وكذا طريقة استعمال مختلف أنواع الأسلحة، مع لعب دورهم الدعائي بشكل دائم لتنظيم الدولة ولعملياته الإرهابية التي كانوا يقدمونها باعتبارها جهادا مقدسا، حيث لم يتوانوا في أي لحظة من اللحظات في التنويه بالعمليات الإرهابية سواء منها التي تتم في مناطق التوتر أو خارجها مثل عملية شارلي إيبدو التي هاجم فيها متطرفون في فرنسا الجريدة الساخرة الشهيرة بالإضافة إلى العملية الأخيرة في تونس التي أوقعت 38 سائحا بريئا وعملية الكويت وعملية ليون. كما ثبت من خلال المراقبة المستمرة والتحقيقات والأبحات أن العناصر الموقوفة لا تتردد إطلاقا في مهاجمة وتكفير الأنظمة العربية الإسلامية كلها ومنها المغرب ووصف هاته الأنظمة بأنها "طاغوت" حسب تعبير وفكر هؤلاء المتطرفين لأنها تطبق قوانين وضعية ولا تطبق شرع الله حسب تصورهم، وتأتمر بسياسات أعداء الإسلام. وحسب مصادر مقربة من التحقيق فإن خطورة هذه العناصر تزداد من خلال تبنيها لكل مايصدر عن الدولة الإسلامية، بل واعتبار نفسها ممثلة وامتدادا لداعش داخل المغرب مايجعل خطابها الخطير ذا وقع كارثي على الشباب الذين يستعملون الأنترنيت في المغرب، وهو ما استلزم التعامل بحزم مع هاته العناصر وعدم الاستهتار بما تقوم به على الأنترنيت في إطار التصور الاستباقي لمحاربة الإرهاب مثلما يتم داخل المغرب.