موازاةً مع خوضهم إضراباً عن العمل، جرى تنفيذه أمس الثلاثاء 19 ماي الجاري، مستمرةً أطواره إلى الحين، إحتشد عمّال شركة "أفيردا"، صباح اليوم الأربعاء، أمام مقّر الشركة اللبنانية التي تمّ تفويضها مهمة تدبير قطاع النظافة بالناظور الكبرى، ضمن وقفة إحتجاجية صاخبة، تنديداً بما وصفوه بسياسة اللامبالات والتجاهل التي تمّس بوضعيتهم المهنية. وطالب المحتجون الذين ردّدوا شعارات ندّدت بأسلوب التعاطي السلبي مع قضيتهم التي تتولاها نقابة المنظمة الديمقراطية للشغل، بالتسريع في تحقيق مذكرتهم المطلبية المتضمنة ل14 نقطة محورية من شأنها تحسين وضعيتهم المهنية والإجتماعية، إلى جانب مناداتهم بدفع التعويض المادي المقدّر ب260 درهم، إسوة بزملائهم في إقليمبركان، في حين أضيفت إلى مطالبهم معاقبة أحد المستخدمين الذي تعمد توجيه شتائم وسباب إليهم دونما أية مبرّرات، فقط لأنهم ينادون بحقوقهم العادلة والمشروعة على حد تعبيرهم. وتتمحور إجمالا مطالب الفئة الساهرة على نظافة المدينة وجماليتها، حول الزيادة في أجور العمال والحراس والمراقبين، وكذا الإستفادة من منحة الشهر 13 لكل المستخدمين، وكذلك الإستفادة من منحة القفة، بالإضافة إلى مطلب تغيير الشاحنات الحالية بشاحنات أخرى تحتوي على آلة العصارة، وكذلك تغيير الملابس، زيادة على إحداث مكتب للمناديب، وأيضا توفير مكتب خاص للمراقبين وتثبيت منحتهم، فضلا عن مطالب أخرى لا تقل أهمية. وتجدر الإشارة إلى أن شوارع مدينة الناظور وكذا بعض البلدات المجاورة، بدأت تعرف تراكم النفايات بشكل عرمرم، مما أضحت معها الروائح الكريهة آخذة في التفشي منذ أمس البارحة، بفعل مواصلة عمّال النظافة إضرابهم عن العمل، عقب بلوغ الحوار الذي أجرته تمثيليتهم النقابية مع مسؤولي شركة "أفيردا" النفق المسدود. وإزاء هذا الوضع المنذر بعواقب بيئية لها ما بعدها، يرى مراقبون ومتتبعون لهذا الملف، أنّ الأمر يستلزم تدخل عامل الإقليم، من أجل إستدعاء كافة الأطراف إلى مائدة الحوار، بغية طرح صيغة حلول كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها، قبل تكرار تجربة السنة الفارطة التي شهدت المدينة أزمة نظافة، إضطرت الساكنة للنزول إلى الشارع، إحتجاجاً على الأزبال المنتشرة بكثافة وسط الأزقة والشوارع، خصوصا وأن شركة "أفيردا" تعهدت قبل توليها السهر على جمع النفايات وتنظيف أحياء المناطق التي ستشرف عليها، بإحداث ثورة في هذا المجال، غير أن للسان الحال رأياً آخر.