"على مغاربة العالم أن يكونوا سفراء بلدهم في بلدان المهجر ومدعووين للدفاع عن ثقافة التعايش والحوار وخصوصية المغرب وقيمه المعتدلة وقيم الدين الإسلامي السمحة" بهذه العبارة استهل البرلماني ورئيس الجهة محمد بودرا كلمته خلال استقباله لمجموعة من الشباب أبناء الجالية المغربية المقيمة بألمانيا، صباح يوم الأحد خامس أبريل الجاري بمقر جهة تازةالحسيمةتاونات. حيث أكد على أن الآمال المعقودة على الجالية المغربية لكبيرة في تمثيل بلدهم أحسن تمثيل وتحسين صورة الدين الإسلامي كدين التعايش والتسامح وليس دين التطرف، كما أنها مدعوة أكثر من أي وقت مضى للانخراط الفعلي واقتحام كل المجالات التي من شانها تعزيز مكانة الجالية في مجتمعات وبلدان المهجر والمشاركة في اتخاذ القرار، ومشيرا إلى أن بدافع الغيرة على وطنه ورغبة منه في خدمة منطقته والساكنة دخل غمار السياسة رغم مهنته كطبيب . كذلك السيد الرئيس لم يفوت على ضيوفه فرصة التعرف على المؤهلات الطبيعية والسياحية التي تزخر بها الجهة وكذلك تركيبتها السكانية وطرق تدبير شؤونها من طرف المجلس الجهوي ، مع تركيزه على القفزة النوعية التي سيعرفها التنظيم الجهوي المقبل بصلاحيات واسعة في ظل الجهوية المتقدمة التي أطلقها العاهل الكريم. محمد بودرا أبى إلا أن يستحضر بهذه المناسبة فضل جلالة الملك محمد السادس على منطقة الريف التي أنقذها من تبعات التهميش لعدة عقود وعرفت بفضل التفاتته المولوية مشاريع وانجازات كبرى كان لها الوقع الايجابي في كل المجالات لترقى إلى مستوى ما تطمح إليه الساكنة وإلى مستوى مكانتها ومساهمتها في بناء صرح الحضارة المغربية ونضال رجالاتها ودفاعها المشرف على حدود المغرب. الجمعية الإسلامية للشباب والخدمات الاجتماعية بفرانكفورت الألمانية التي أشرفت على تنظيم هذه المبادرة بتنسيق مع جمعية ابن سينا للتنمية بازغنغان والتي تهم إقامة زيارات لعدة مؤسسات ولقاءات مع مسؤولين بعدة مناطق من الوطن خاصة الناظوروالحسيمة، عبرت على لسان رئيسها عن مدى افتخار الوفد وشكره الجزيل واعتزازه بحفاوة الاستقبال الذي حظي به من قبل الدكتور محمد بودرا وإن دل على شيء فإنما يدل على اهتمامه وتتبعه لانشغالات الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي تحظى بدورها بالعناية الملكية السامية .ومضيفا أن هذا السلوك النبيل للسيد الرئيس نابع عن إرادته الصادقة في ترسيخ الروابط المتينة بين أبناء الجالية وموطنهم واستنهاض مشاعر الغيرة والتعلق ببلدهم والدفاع عن القيم السمحة لدينه وثقافته المتجدرة في عمق التاريخ. ومستعرضا في النهاية مجالات اشتغال جمعيته خاصة مجال الشباب والعمل الاجتماعي. المتحدث باسم جمعية ابن سينا للتنمية بأزغنغان لم يفوت من جهته فرصة تقديم الشكر الجزيل للسيد الرئيس على هذا الاستقبال الأخوي الذي سيبقى راسخا في ذاكرتهم مؤكدا على ضرورة استمرار هذا النوع من المبادرات لتعزيز التواصل والتعاون بين مغاربة العالم ، كما تطرق إلى ان الجمعية تجمعها شراكة وتعاون مع الجمعية الإسلامية تهم عدة مجالات اجتماعية وإنسانية وتنظيم الزيارات لأبناء الجالية. هذا اللقاء ترك انطباعا مميزا لدى شباب أبناء الجالية الذين عبروا عن تشكراتهم وامتنانهم للسيد رئيس الجهة على حفاوة الاستقبال ، مغتنمين الفرصة لطرح مجموعة من التساؤلات تهم عدد سكان الجهة ومؤهلاتها والأدوار التي يقوم بها المجلس الجهوي في التنمية وكذلك التاريخ العريق للمغرب. تفاعلا مع اهتمامات هؤلاء الشباب وانشغالاتهم ، أوضح السيد الرئيس طرق اشتغال المجلس الجهوي واختصاصاته وآفاق اشتغاله في ظل الدستور الجديد ومذكرا بأن المغرب بلد الحضارة والتاريخ ساهم في بناء الحضارة الإنسانية بفضل رجالاته والأندلس شاهدة على ذلك ، داعيا أفراد الجالية إلى تكثيف التواصل والتعاون بينهم وبين إخوانهم في الوطن وإلى الاجتهاد في الدراسة وطلب العلم والاستفادة من تاريخنا وعلمائنا واستحضار أمجاد أجدادنا وتمثيل بلدنا وثقافتنا وديننا أحسن تمثيل في بلاد المهجر وما أحوج بلادنا لجاليته ومساهمتها في التنمية وتعايش الثقافات وحوار الأديان وهذا لن يتحقق إلا بالتئام مغاربة العالم يدا في يد مع إخوانهم المغاربة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة محمد السادس.