أكد نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف، أنه يتابع "عن كثب واستياء كبير إزاء النبش والعبث الذي تعرض له مرقد الولي "سيدي بوزكري"، الكائن بدوار كمون التابع لجماعة آيث حذيفة، بعد منتصف ليلة الخميس 12 مارس 2015، من قبل مسؤول بالجماعة القروية " زاوية سيدي عبد القادر" التي تبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي 75 كيلومترا". إلى ذلك، استنكر النادي "بشدة هذا الفعل الشنيع والسلوك السيء والمنحرف الصادر عن المسؤول السالف الذكر، الذي كان من المفترض أن يقوم بحمايته ضد الاعتداءات والإساءات وفق ما ينص عليه الميثاق الجماعي الذي يوصي بتدبير شؤون وصيانة المقابر باعتبارها مرفقا عموميا تحت تصرف المجلس الجماعي. وهو ما نعتبره جريمة في حق تراث المنطقة لا تقبل الجدل، فالتراث الثقافي يحترم بكافة أنواعه وأشكاله المتعددة، ويحترم الضريح كذلك ومن دفن فيه وعدم العبث بجثته واحترام مكان دفنه ولا يعقل بأي حال من الأحول نبش الضريح لمجرد أنه يأوي ميتا، بل هو جزءا حيا من المشهد العام داخل البوادي والمدن، كما أنه يحمل بعدا رمزيا وثقافيا وإنسانيا. ويمكن اتخاذه مؤشرا على مدى تحضر الشعوب وتجذر القيم الإنسانية في نظرتها للكون والحياة والإنسان". ومعلوم أن فضاء المقابر القروية تمتاز بارتباطها الدائم بالمزارات والأضرحة مما يجعلها في غالب الأحيان محط تقدير وتوقير الساكنة المحلية، كما أنها تعتبر خزانا "أنتروبولوجيا" و"بيئيا" تحتفظ بآثار "الأنماط البيئية" التي كانت سائدة في بلاد الريف قبل اختلال التوازن البيئي. وانطلاقا من البحث الميداني الذي أجريناه في النادي عبر مختلف المناطق الريفية تبين بالعيان الإهمال الشامل الذي تعاني منه الأضرحة والمقابر التاريخية وهي مهملة الى أبعد الحدود. كما تعرضت بعض القبور- في وقت سابق- للإساءة والنبش من ذلك ما حصل في مقبرة "المجاهدين" بأجدير، وهي مقبرة تضم العديد من المقاوميين، خاصة الذين قاوموا الاستعمار الاسباني خلال العشرينيات من القرن الماضي. وكان ضمن القبور المنبوشة قبر قائد الجبهة الغربية السيد "امحمد بن عبد الكريم الخطابي" المدفون هناك سنة 1967. من جانب أخر، دعا نادي اليونيسكو إلى "فتح تحقيق عاجل ودقيق في موضوع النبش، مع معاقبة المسؤول الجماعي عن هذه الجريمة والشخصين المرافقين له، كما حمل المسؤولية الكاملة للمستشار ورئيس المجلس الذي أناطه القانون أمر المحافظة على هذه الأضرحة والمقابر وصيانتها.