احتضنت، وبحضور وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، عبد السلام الصديقي، قاعة المركب الثقافي بحي المطار التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، مساء يوم الجمعة 19 دجنبر الجاري، أشغال ندوة حول موضوع "تشغيل الشباب بالريف بين الواقع والآفاق، من تنظيم منظمة الاقتصاديين الشباب بالرّيف، بمشاركة كل من الأساتذة محمد المنتصر، وعبد السلام الصديقي، ووليد شوراق، وبحضور باحثين ومهتمين وأساتذة وطلبة، وتناولت مختلف القضايا والاكراهات من منظور مقاربات متعددة أغنت النقاش حول محاور مرتبطة بموضوع اللقاء الدراسي. المنتصر: غيّاب اقتلاع اقتصادي حقيقي بالمنطقة أكد محمد المنتصر، باسم منظمة الاقتصاديين الشباب بالريف، في معرض مداخلته خلال ذات الندوة، أن موضوع التشغيل هو محوري لارتباطه بقضايا أخرى، وهو ما يفرض بلورة سياسات عمومية واستراتيجيّات ناجعة في مجال التشغيل. ذات المداخلة المُقدّمة، والتي هي عرض خلاصات لدراسة معززة بأرقام ومؤشرات سوسيواقتصادية من إنجاز منظمة الاقتصاديين الشباب بالريف، قدم من خلالها المنتصر رصداً لتطور ظاهرة البطالة خلال العقود الماضية في ظل غياب إقلاع تنموي حقيقي بالمنطقة. كما تطرقت للاكراهات القائمة على مستوى القطاع العام والخاص أمام غياب ملائمة بين حاجيات ومتطلبات سوق الشغل ونظام التكوين الجامعي. فضلا عن إكراهات التشغيل الذاتي وروح المبادرة وغياب التوجيه، وهو ما يعيق التشغيل بمنطقة الريف. الصديقي: هناك فوارق بين الجهات وتفاوتات مجاليّة من جهته، قال عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعيّة، أن موضوع التشغيل له أهميته وراهنيته اعتباراً لكونه أساس النشاط الاقتصادي، معتبراً أن الاستثمار هو من المداخل الأساسية لتجاوز معضلة البطالة بالمغرب. وعبر عبد السلام الصديقي في مداخلته التي قاربت موضوع التشغيل بالريف من زاويته، خلال ذات الندوة، عن كون المغرب مازال تعيش على وقع التفاوتات عبر الجهات والفوارق المجالية على مستوى الإمكانيات المتاحة والمؤهلات وحجم الاستثمارات. كما قدم بعض الإجراءات التي يمكن أن تساهم في التقليص من نسب البطالة وتتيح فرص الشغل من خلال برامج ومقاربات تؤسس لخطة وإستراتيجية وطنية للتشغيل من خلال "السياسات الترابية" والمبادرات المحلية للتشغيل. وليد شوراق: أي دور للمسؤولين المحليين في مشاريع التنمية بالرّيف؟ أبرز وليد شوراق، باحث في تدبير الموارد البشرية، العديد من الاكراهات والمشاكل التي تتعلق بالتشغيل بين الوظيفة العمومية والقطاع الخاص، متسائلا في ذات السياق عن دور المسؤولين المحليين في مشاريع الإقلاع الاقتصادي والتنموي بالرّيف، لاسيما وأنها ستساهم في خلق فرص الشغل. كما تطرق للصعوبات التي تعترض المقاولات مقدما مقترحات على مستوى الإشكالات المرتبطة بمباريات التوظيف. إلى ذلك، فتح الباب لمجال طرح الأسئلة والمداخلات في وجه عموم الحاضرين والمهتمين والإعلاميين، وهي النقاشات التي ساهمت في إغناء موضوع الندوة ترجمت الانشغالات والقضايا المقلقة التي ترتبط بسياقات فشل البرامج الحكومية وواقع الأزمة الاقتصادية والمالية. علاوة على معضلات أخرى تتطرق لها الحضور ومرتبطة بالتشغيل بمنطقة الريف، سواء على مستوى غياب معاهد التكوين ومحدودية فرص الشغل وحجم المشاكل التي يواجهها القطاع الخاص المحدود.