على اِثر قيام السلطات المحلية زوال أمس الثلاثاء الفارط، بحملة أمنية بتوّلي قائد إحدى المقاطعات الحضرية، راميةً إلى إجلاء جنبات الشارع المؤدي إلى السوق المعروف "أولاد ميمون" بالناظور، من البضائع والسلع المفروشة على الأرصفة ووسط الطريق، خرج الباعة المتجولون الذين ينشطون تجارياً بذي المكان عن صمتهم واحتجوا ضمن وقفة نددّوا خلالها بتعامل السلطات حيالهم. وقد أسفرت عميلة مصادرة بضاعة أحد البائعين، عن إصابته بجرحٍ دامي على مستوى رأسه، حين أبدى امتناعاً عن تسليم بضاعته أمام إلحاح قوات الأمن على تنفيذ تعليمات القائد المذكور، ما استدعى نقله إلى المركز الاِستشفائي الحسني، بُغية تلقي العلاج اللازم. وبحسب تصريحات عددٍ من البائعين الغاضبين، فإنّ المقاربة الأمنية المبنية على قرار أوحد يقضي ب"مصادرة السلع" لأفقر شريحة اجتماعية تُعاني أزمة البطالة إن على شتى المستويات، ونهج سياسة الحملات الأمنية الهادفة لإجلاء الباعة من الشوارع، غير مجدية بتاتاً في القضاء على الظاهرة المعلومة التي طفقت في السنوات الأخيرة تتسع دائرتها بشكل مهول ويتزايد الإقبال عليها بكثافة في ظلّ غياب حلول ناجعة بديلة، لكون البائع المتجول لم يلجأ بدوره إلى مزاولة هذا النشاط التجاري "المحظور" والذي يعتبر الوسيلة الوحيدة لتوفير قوت يومه وقوت عياله، إلا حين سدّت السبل أمامه، يورد المصرحون ل"ناظورسيتي".