كشفت التحقيقات التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية في حق المواطن المغربي المقيم بالخارج الذي رفع علم "داعش" بمنزله ببني بوعياش بالحسيمة، عن معطيات تتعلق بهويته وعلاقته بتنظيم "الدولة الإسلامية". ويتعلق الأمر بعبد المالك المكريني، الموقوف يوم 22 غشت الماضي، أي خمسة أيام بعد رفعه للعلم، حيث دخل إلى المغرب يوم 13 غشت رفقة أمه وخاله، وجرى الاستماع إليه في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، ليعترف أنه اقتنى العلم من مكتبة بمدينة ليل الفرنسية ب20 أورو، وأن رفعه للعلم كان بغرض "الافتخار بالانتماء للأمة الإسلامية، وأنه قام بالشيء نفسه في فرنسا دون أن تتم مساءلته". ويعد المكريني من مواليد مدينة لومي ناحية ليل بفرنسا، وكانت لديه نية الالاتحاق بجيش أبي بكر البغدادي، وهو سلسل أسرة ريفية محافظة، وكان يتردد على مسجد النور، حيث كان يحضر لدروس دينية. لكن مسار المكريني سيعرف نقلة كبيرة بعيد الربيع العربي، إذ انخرط في متابعة أحداث سورية، مما قاده إلى التردد على بعض الصفحات الخاصة بالجهاد، ليتعرف عبر الفايسبوك على شخص يدعى نعيم، وهو جهادي فرنسي من أصل مغربي، يوجد حاليا بسورية، الأخير حاول استقطابه إلى معسكر الجهاديين بالرقة. وفي يناير 2004، عاود نعيم الاتصال بالمكريني، وحكى له "مغامراته" بسورية رفقة جهاديين آخرين، وأسر له عن الطريق الأقصر من أجل السفر إلى الشام، وعن التكوين الشبه العسكري الذي خضع له رفقة زملائه في الجهاد، ليس هذا فحسب، فقد أرسل له صورا له يحمل الأسلحة ويعرض منجزات الميليشيات التي ينشط في صفوفها، وكانت هذه هي الطريقة التي اعتمدها من أجل إقناع المكريني بحمل السراح في ساحة الوغى، وكان ذلك سيحصل لولا أن أخت المكريني غيرت رأي شقيقها، عندما عرضت عليه آراء شيوخ إفتاء سعوديين تحرم الجهاد في سوريا. وعند عودته إلى المغرب، لم يتردد عبد المالك في إظهار تعاطفه مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما يجعله مهددا بالمتابعة بتهمة الإشادة بالإرهاب، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات.