...مرت سنة أخرى، 12 شهرا، 48 أسبوعا، 365 يوما، 8760 ساعة. ما الذي تغير؟؟؟ لا شيء. نعم لا شيء، كل شيء كما هو. نفس التفكير. نفس العقليات. نفس المسيرين. نفس المحن ونفس المشاكل. مرت سنة أخرى. ومازال أبناء الشعب يموتون بردا وجوعا في جبال الأطلس، والمسؤولون في مكاتبهم الدافئة يدخنون السيجار الكوبي بدون أن يحركوا ساكنا. مرت سنة أخرى، ومازالت أرواح الشعب تباع وتشترى في المستشفيات الحكومية التي تحولت إلى عيادات خاصة لا يوجد بها أدوية ولا ممرضين ولا أطباء. مرت سنة أخرى، ومازال أطفال الشعب يحرمون من التعليم، لأن المدارس بعيدة عن القرى بعشرات الكيلومترات.وأثمنة اللوازم المدرسية ليست في متناول العائلات. مرت سنة أخرى، ومازالت المغربيات تبعن لدول الخليج بأبخس الأثمان، ويباع معهن شرف دولة وشعب له تاريخ عريق. مرت سنة أخرى، ومازال الأبرياء في السجون يقضون عقوبات حبسية لأن السيد القاضي اختار حفنة مال عوض الحكم بالعدل. مرت سنة أخرى، ومازالت الأمهات تعاني في باب مليلية وسبتة من بطش الحراس الإسبان متحملات كل المتاعب ليس لشيء إلا لضمان حياة كريمة لأبنائهن. مرت سنة أخرى، ومازال الشباب يدفع ثمن موته في قوارب الموت وكله أمل أن يصل لأوروبا عوض أن يعيش في وطن إغتال أحلامه. مرت سنة أخرى، ومازالت حرية الصحافة والتعبير مجرد شعارات ترفعها الدولة والواقع هو الحكم بالإعدام على عشرات المنابر وإسكات ألاف الأفواه. مرت سنة أخرى، ومازال التسيير السياسي في البلاد ضعيف.والأحزاب قد أصابتها الشيخوخة ولا تريد تجديد دمائها كون حب السلطة أعمى قيادييها عن الطريق الصحيح. مرت سنة أخرى، ومازالت هراوات القوات المساعدة تنزل على رؤوس الدكاترة المعطليين أمام قبة البرلمان، دون أن يقترفوا أي ذنب سوى حصولهم على شهادات عالية. مرت سنة أخرى، ومازال منكوبو زلزال الحسيمة بدون تعويضات حقيقية تساعدهم على بناء منزل عوض الذي سقط في الزلزال. مرت سنة أخرى، ومازالت الأسماء الأمازيغية ممنوعة في بلادنا من طرف أناس يريدون مسح هويتنا وجذورنا التاريخية لأنها تهدد مصالحهم وتاريخهم المزور. مرت سنة أخرى، ومازال مشروع التنمية شبه متوقف في البلاد لأن المسيرين اختاروا ملئ جيوبهم بأموال الشعب عوض أن يخدموا هذا الوطن الحزين. مرت سنة أخرى، ومازالت البنية التحتية جد ضعيفة وشبه منعدمة في بعض المناطق لأنها بكل بساطة في نظر البعض مناطق غير نافعة. مرت سنة أخرى، ومازال لاعبوا الفريق الوطني بدون روح وطنية تراهم مشلولين عن الحركة في لقاءات المنتخب ونشيطين في لقاءات فرقهم الأوربية مرت سنة أخرى, ومازالت أمالنا و أحلامنا معلقة, و مازال مصيرنا مجهول. مرت سنة ومازلنا في ألف محنة مرت سنة أخرى ومازال.... ومازالت.... ومازال.... ومازالت.... ومازال.... ومازالت....