على غرار قصص كتاب القراءة في المستوي الثالثة ابتدائية، كقصة بقرة بوشعيب، أتناول هذه المرة العوم في زاويتي، لأطربكم بقصة طريفة. فهذا بوشعيب، شيخ شاب شعره في حقله الصغير، يرعى البقر ويحلبها، ليعيل عائلته المتواضعة، فكلما كبر الأولاد الا و ازدادت مصاريفهم، المهم انه وفى بكل واجباته، فعلمهم حتي اصبحوا رجالا يعتمد عليهم، ثم هاجروا الىاوروبا، لكي يحسنوا وضعيتهم و يردوا الخير للوالدين خيرين، فمرت الايام و السنون، و تداولها الاب و الام كما تداولوا ايام الكد و الجد، حتي ظنوا انهم أدوا الأمانة ايما أداء، و ما عليهم الا ان يجنوا ثمار ما زرعوه. فالأولاد ها هو عظمهم اشتد و حلمهم تحقق، و للفردوس وصلوا، فلا خابوا و لا ضلوا. في يوم من الايام استفاق بوشعيب على الم حاد في ظهره، الزمه الفراش أياما اخر، اشتاق لسماع صوت أبناءه البررة، و كلما تذكرهم، أراحه التدبر من كل الآلام التي يشكوها، ولما لا و لديه أبناء غلاظ شداد، و شهرية بالعملة الصعبة، تكفي لتنسيك سقم عام بكامله. طال انتظار بوشعيب حتي ظن ان المانع خيرا، و ان أبناءه فور علمهم بحالة أبيهم، سيقيمون الدنيا و لا يقعدوها، حتي يقعد بال بوشعيب علي هواه، اما الطبيب فكانت لديه وجهة نظر مختلفة، من الواجب اجراء عملية جراحية في اقرب الآجال بمبلغ مالي ليس بالهين، فلم يجد بدا من الاتصال بأبناءه، يخبرهم فيها بما حدث له، و ما يتطلبه علاجه من مصاريف...الخ، و لكن لان الحال قد تبدل، و الجلباب قد تغير، حاول كل ابن ان يقنع اباه، ان الاخ الاخر، هو من باستطاعته ان يساهم بذلك المبلغ، و برر كل واحد بالتزاماته المادية، و ضيق الحال معهم. فلما أتم اخر مكالمة، عاد الي بيته في قلبه حزن الدنيا كلها، ولما لم يجد بدا من التحسر، حمل ما ولدته بقرته الي السوق، فباعها و حصل علي ثمن العملية، فبعد ان شوفي و عوفي، عاد الي بيته من جديد، و بينما الذاكرة تعود به الي ايام صباه، و كيف فعل كل شي من اجل تربية أولاده، و كيف لم يفعل أولاده و لا شي من اجله، خرج الي حديقته يتأمل جمالية كل شي من حوله، يحمد الله علي كل شيء، ثم توجه الي بقرته التي باع ما انجبته من اجل العملية، فخاطبها و خاطبته، أحست في أعينه بكل ما يريد قوله، فعانقها، حتي خرجت زوجته متسائلة، آجن هذا الرجل ام ماذا، ما بك تعانق البقرة، فأجابها بصوت خافت، ان هذه البقرة هي التي انجبت اما انتي فلم تنجبي. فكم من ابقار لم تلد