احتضنت مدينة فرانكفورت -مسقط رأس الفيلسوف الألماني غوته- الواقعة في وسط غرب ألمانيا على ضفاف نهر الماين في ولاية هيسن ،انعقاد الملتقى السنوي السادس عشر الذي دأبت الجمعية المغربية للثقافة والإرشاد – مسجد التقوى – تنظيمه كل سنة ،ابتداء من 18 أبريل 2014 إلى غاية 20 منه واختير لهذا اللقاء العلمي عنوان (أمة الشهادة :الواقع واستشراف المستقبل). واختتمت فعاليات هذا الملتقى التي استمرت ثلاثة أيام تخللتها عروض ومحاضرات قيمة وحلقات للتعارف بمشاركة عدد كبير من الجالية المغربية المقية بفرانكفورت وضواحيها . وشرفنا بالحضور في هذا اللقاء العلمي دعاة وعلماء من الشرق والمغرب نخص بالذكر فضيلة الدكتور عبد الله العبيد من المملكة العربية السعودية ،مدرس القراءات العشرفي المملكة ،والحاصل على دكتورة في الفقه وأصوله من جامعة صنعاء . وعن المملكة المغربية حضر الداعية الأستاذ عبد العزيز الهرواشي ،مؤطر تربوي لفئة الأطفال والشباب وخطيب الجمعة بمسجد ابنعيستا بالناظور – حيث الذي أغنى الملتقى بمداخلاته القيمة باللغة الأمازيغية . ومن ألمانيا شارك في هذا الملتقى نخبة من الأساتذة الباحثين قدموا عروضا جد قيمة باللغة الألمانية والذين لهم احتكاك بواقع الجالية المسلمة في ألمانيا ، منهم أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماربورك الألمانية الدكتور محمد خلوق والأستاذ الشيخ الفاضل مبارك كونت مؤسس المعهد الألماني للعلوم الشرعية بمدينة روسلسهايم ،والشيخ الكريم مصطفى أزرفان مدرس مادة علوم القرآن بنفس المعهد . وفي كلمة المؤتمر تحدث الأخ عبد الحكيم أزعوم –عن اللجنة التحضيرية – عن أهمية الملتقى وأسباب انعقاده والأهداف المتوخاة منه . وأمة تشكلت عقيدتها وفكرها من خلال الكتاب والسنة وبنت سلوكها وصنعت أخلاقها من خلال المحراب (المسجد)لهي أمة جديرة بأن تثير الإقتداء وتتحمل مسؤولية الشهادة على الناس وقيادتهم إلى الخير ونظرا لعدم اكتمال بعض المرافق الأساسية للمسجد ،اكتفى الملتقى بثلاثة أيام فقط بدل الأربعة . وكالعادة عرف الملتقى اقبالا كبيرا من الجالية المغربية التي حجت من المناطق المجاورة. في اليوم الأول من الجلسة الأولى دار الحديث عن تشخيص واقع الأمة على عدة مستويات ، المستوى العلمي ، المستوى الأخلاقي ،المستوى الإجتماعي ،المستوى المؤسساتي . وجاءت المحاضرة الأولى لفضيلة الدكتور محمد خلوق باللغة الألمانية الموسومة (هل أنا مسلم ؟) تحدث فيها عن واقع الجيل المسلم الذي يعيش في ألمانيا ودور المؤسسة المسجدية في نقد الذات وتحقيق الإنفتاح على المجتمع الألماني . أما مداخلات الدكتور عبد الله العبيد والأستاذ عبد العزيز الهرواشي تصب في هذا الإتجاه . وفي الجلسة الثانية من اليوم الثاني من عمر الملتقى تم إبراز خصائص أمة الشهادة والمتمثلة في صفتي الاصطفاء والإختيار، ووظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .وفي هذا السياق جاءت محاضرة الشيخ مصطفى أزرفان لتسليط الضوء على محور هام في الملتقى والمتعلق بنموذج القدوة في التحلي بالأخلاق . وفي اليوم الأخير وفي خضم الحديث عن الحلول واستشراف المستقبل و سبل النهوض بالأمة ،كاد ضروري الجميع يجمع على شكل توصيات عامة خرج بها المؤتمر تفيد أن الإعتصام بالكتاب والسنة أمر ومفيد ذلك أن لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح بها أولها . وسعد الجميع في هذه الجلسة الأخيرة بفضيلة الشيخ مبارك كونت رئيس المعهد الألماني للعلوم الإسلامية في حديثه عن التوازن في حياة المسلم . وخلص الملتقى إلى ضرورة التفكير في حل هموم الجالية المسلمة وذلك لا يتأتى إلا بتكاثف الجهود وتجاوز كل الخلافات الوهمية التي تعرقل مسيرة النهوض .