في إطار البرنامج المتنوع الذي تم إعداده على صعيد المملكة البلجيكية في إطار تخليد الذكرى الخمسين للهجرة المغربية تجاه هذا البلد الصديق ، نظمت جلسة أكاديمية متميزة في البرلمان البلجيكي مساء الجمعة الأخير وسط حضور مكثف للنواب وأعضاء مجلس الشيوخ ،وتميزت بكلمة قيمة لرئيس مجلس النواب البلجيكي " أندري فلاور " ضمنها شهادة إشادة قوية بسمعة وديناميكية واندماج الجالية المغربية التي يسجل لها التاريخ صفحات مشرقة في تاريخ هذا البلد. وتحدث السيد رئيس مجلس النواب البلجيكي عن الدور الريادي الذي قامت به الجالية المغربية التي توافدت منذ الستينات على الديار البلجيكية ، في دعم والرفع من النمو الاقتصادي. وأوضح المسؤول البلجيكي بأن العمال المهاجرين المغاربة تمكنوا في سرعة فائقة من الإندماج وسط المجتمع البلجيكي وأحس الجميع بأن هذا الطرف يكمل الطرف الآخر. ولعل – يضيف رئيس مجلس النواب البلجيكي – مشاركة المهاجر المغربي في تحمل المسؤولية مع المواطن البلجيكي في مختلف مؤسسات الدولة ، يؤكد إلى اي حد وصل تكيف واندماج المهاجر المغربي انصهاره داخل المجتمع البلجيكي. وكانت هذه مناسبة ليترحم رئيس مجلس النواب البلجيكي على الجنود المغاربة الذين سقطوا خلال معركة " شاستر –غيمبلو "سنة 1940 وهم يدافعون عن بلجيكا، وأضاف بأن هذه المعركة يجب على كل البلجيكيين أن يستحضروها جيدا ويستفيدوا من دروسها وعبرها . وقال السيد " أندري فلاور "بأن معاني الذكرى الخمسين من الهجرة المغربية في بلجيكا لا يمكن اختزالها في حفل كهذا ، بل ينبغي أن يكون الحدث ذا الدلالات العميقة ،حاضرا وباستمرار في أذهاننا قوامه قيم التسامح وبناء العلاقات الإنسانية وتمتينها. وبدورها أشادت السيدة " سابين دي بيتون " رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي في كلمة لها بالمناسبة ، بالتواجد الإيجابي والهادف للمهاجر المغربي ببلجيكا طيلة السنوات الخمسين التي نخلد اليوم ذكراها ،ونحن – تؤكد المسؤولة البلجيكية – أكثر عزما على تطويرها وذلك بالانكباب على معالجة مختلف القضايا التي تعترض المهاجر المغربي ببلجيكا في إطار سياسة الإندماج ، علما بأن المهاجرين المغاربة الأوائل وأبنائهم أصبحوا مواطنين يتمتعون بكل حقوقهم الوطنية وضمنوا لأنفسهم تواجدا عبر مختلف المجالات ببلجيكا. وختمت رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي كلمتها بالتاأكيد على أن الخمسين سنة المقبلة ستشكل بالنسبة للمهاجرين المغاربة قيمة مضافة لتلك التي مرت والتي تستحق كل التنويه والإشادة. وبنفس المناسبة ووسط أجواء خيمت عليها العلاقات الجيدة التي تربط المملكتين المغربية والبلجيكية ، نظم حفل عشاء بفندق steigenberg grand hotel حضره رئيس مجلس النواب السيد كريم غلاب والسيد عبد الواحد الأنصاري نيابة عن رئيس مجلس المستشارين السيد بيد الله إلى جانب وزيرة الداخلية ونائبة الوزير الأول ببلجيكا السيدة " جويل ميلكيت " ورئيس مجلس النواب البلجيكي" أندري فلاور"والسيد سمير الدهر سفير المملكة المغربية ببلجيكا واللوكسمبورغ وقناصلة المملكة المغربية في كل من بروكسيل وأونفيرس ولييج السادة أحمد الإفراني ، زين العابدين محمد ونورالدين العلوي وعدد كبير من النخبة السياسية والثقافية البلجيكيين والمغاربة وممثلين لفعاليات جمعوية . مأدبة العشاء تخللتها كلمات ألقيت من طرف السيد سفير المملكة المغربية ببلجيكا والسيدة وزيرة الداخلية في الحكومة البلجيكية والسيد نائب رئيس مجلس المستشارين البلجيكي والسيد كريم غلاب رئيس مجلس النواب ونظيره البلجيكي ، وهي كلمات استعرضت العلاقات المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات وأواصر التعاون بينهما والإشادة بالخصال الحميدة لأفراد الجالية المغربية ببلجيكا وحرصهم الأكيد على تطوير وتمتين العلاقات التي تعرف المزيد من الرقي بين المغرب وبلجيكا.